للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعدل إليه، وسأله عن خبره، فأخبره أنَّه يهوى بنت عم له، وأنَّ أبَاها طلب منه في مهرها، حين خطبها إليه، مائة ناقة، فوعده بدفعها إليه، وقال له: أذهب معي إلى عمّك، فسار معه إليه، حتّى وردا عليه، فزوّجه إيَّاها، وحمل عنه الصَّداق، ونحر عنه ثلاثين جزورًا، ووهب له عشرة آلاف درهم، ووهب للجارية مثلها، وأقام عندهم ثلاثًا، وانصرف.

ثم ذكر هذه الحكاية أيضًا عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وأنّه مرّ بالفتى الأعرابي وهو يُنْشِد الأبيات المذكورة، فسأله (١) عن أمره فأخبره، فلمّا وصل إسحاق الموصليّ إلى الواثق (٢)، أخبره بالقصّة، فبلغ من فضل الواثق أن تهمم بأمره، ووجه من حينه إلى عامل هذا الموضع الذي عينه له إسحاق بالحجاز، فأمره بالبحث عن الفتى، وتزويجه من الجارية التي ذكر، بكلّ ما يطلب أبوها من المهر، وأن يُنْفِذَ ذلك عنه ويصله، ففعل العامل جميع ذلك عَجِلًا، وكتب إلى أمير المؤمنين يعلّمه بتمام الأمر، وإعراسه بأهله، وكان الواثق قد انطوى على الأمر، ولم يعرف الموصلي بمذهبه في ذلك حتّى كمله، فسأله بعد ورود كتاب العامل، فأظهر إسحاق الاشفاق له، فأخبره الواثق بما صنع في أمره، فدعا له، وقبّل يَديه، وبالغ في شكره] (٣).


(١) في الأصل "يسأله".
(٢) هو هارون الواثق بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد من خلفاء بني العبّاس "ابن حزم ٢٤ - ٢٥".
(٣) من قوله "والوجه" حتّى "شكره" ساقط من ح. وينظر الأغاني ٩/ ٢٨٦ - ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>