للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وأنشد أبو عليّ (١) أيضًا:

٢٣٤ - وَلَا الرَّاحُ رَاحُ الشَّامِ جَاءَتْ سَبئيةً … لَهَا غَايَةٌ تَهْدي الكِرَامَ عُقابُهَا (٢)

البيت لأبي ذؤيب الهذليّ، استشهد به أبو عليّ على تأنيث العقاب؛ التي هي اللواء كالعقاب من الطير. والراحُ: الخمر. والسبئية: المشتراة، يقال: سبأتُ الخمر إذا اشتريتها، وهم يفخرون بسقيها من الشَّراء؛ لأنَّه أدلّ على السخاء. والغاية هنا: راية الخمَّار؛ وكأنَّه أوقع العقاب على أعلى الغاية؛ ولذلك استجاز إضافتها؛ لأنَّه من باب إضافة البعض إلى الكلّ. وقبله (٣):

فَأُقْسِمُ مَا إنْ بَالَةٌ لَطَمِيَّةٌ … يَفِيحُ بِبَاتِ الفَارِسَيّينَ بَابُها

وبعدهما بأبيات (٤) كثيرة:

بِأَطْيَبَ مِنْ فيها إذَا جِئْتُ طَارِقًا … مِن اللَّيْلِ وَالتَفَّتْ عَلَيَّ ثِيَابُها

البالة: وعاء المسك. واللَّطَمِيّة واللَّطِيمة التي جلبتها عير الطيب. وقد تقصّينا القول فيها قبل. ويفيح: ينتشر. وبابها: فم وعائها، وهي البالة المذكورة، وأوقع باب الفارسيين: يعني: تجّارهم موقع أبواب؛ اكتفاء بالواحد عن الجميع] (٥).


(١) التكملة ١٤١.
(٢) هذا الشَّاهد لأبي ذؤيب، وهو في شرح أشعار الهذليين ٤٤، والمعني الكبير ٤٣٩، والمحكم ١/ ١٤٤، والمخصص ١٧/ ١٠، والاقتضاب ٣٤٦، والبلغة ٧٥، والقيسي ٧٣٥، وشواهد نحويَّة ١٠٥، واللّسان والتّاج (عقب).
(٣) شرح أشعار الهذليين ٤٤.
(٤) المصدر نفسه ٥٤، وبينهما عشرون بيتًا.
(٥) هذا الشَّاهد ساقط من ح ومن شرح شواهد الإيضاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>