للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مقدِّمة المحقِّق

إن الحمد للَّه نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله إلَّا اللَّه، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدِّين كلِّه، ولو كره المشركون، صلّى اللَّه وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله، واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين.

"اللَّهُمَّ إنا نحمدك على ما مننت به من نعمة الايمان، ونشكرك على ما أوليتنا من النّعم بتلاوة القرآن، والنظر من أجله في علم البيان، حتّى اقتطفنا يانع ثماره، وروينا من عذب أنهاره، بتعليل يرق، ومعنى جليل يدق، وتصريف يعتاص ويشقّ؛ إذ كان باعث النشاط، وداعية الاستنباط، به تستنبط الأحكام، ومنه يقتنص الحلال والحرام، ولولاه ما عُلم المحكم والمجمل، ولا اتضح الظاهر والمؤوّل، ولا عرفت دلالة اللّفظ بفحواه ومفهومه ومعقوله؛ إذْ ذلك ثان عن معرفة اللّفظ ومدلوله، وإذ كانت المعاني في النفس خفيّة، والألفاظ الدّالة عليها هى البيّنة الجليّة، وكيف يعرف مردود المعنى ومقبوله، من لا يعرف موضوع اللّفظ ومدلوله، هذا بيِّن لا إشكال فيه، وواضح بأول النظر فيه، فكيف مَنْ ينقِّح النظر ويستوفيه؛ فيجب على الطالب الموفق أن ينظر في علم اللسان أوَّلًا، ويتخذ قراءته عملًا يتقرّب به إلى مولاه، ليحمد في الآخرة مستقره ومثواه، وبعد ذلك ينظر في العلوم

<<  <  ج: ص:  >  >>