للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الموضعين المتباينين، وبنحو هذا فسر قول اللَّه تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (١) أي من أحدهما وكذا قال أبو عديّ الفارسي في قول اللَّه تعالى: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (٢). قال: ظاهر اللّفظ يعطي أن يكون من مكّة والطائف جميعًا، ولما لم يمكن أن يكون منهما آل المعنى على أنه على تقدير: على رجل من إحدى القريتين عظيم".

وقوله أيضًا وهو يتحدّث عن حذف المفعول ٤: ". . . وكذلك حذف المفعول الثَّاني لجرى ذكره قبل نحو قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} (٣) أي، البخل خيرًا لهم فحذف المفعول الأوَّل؛ لدلالة الفعل الذي هو يبخلون عليه وهذا النحو كثير. . . ".

[٢ - القراءات]

لم يقف ابن يسعون من القراءات القرآنية موقف بعض النحاة المتشدِّدين الذين يردون القراءة إذا لم توافق القاعدة النَّحوية أو الصرفيَّة أو يصفونها بأشنع الأوصاف كالقبح والضعف والبعد، ولكنه وقف الموقف السليم من القراءات، حيث استشهد بمتواترها وشاذها في كتابه، ووجه بعضها، وأجاد تخريج بعضها الآخر على وجه سديد من وجوه العربية


(١) سورة الرحمن، الآية: ٢٢.
(٢) سورة الزخرف، الآية: ٣١.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>