كتاب المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

٤٥ - ألا أبلغ أبا حفص رسولا ... فدى لك من أخي ثقة إزاري - ج: 1 - ص: 408

وأنشد أبو عليّ أيضًا (١):

٤٥ - ألَا أبْلغ أبا حَفْصٍ رَسولًا … فِدًى لكَ مِنْ أخي ثقةٍ إزاري (٢)

البيت لرجل كان في بعض مَنْ أخرجه عمر بن الخطّاب -رضي اللَّه عنه- إلى الرباط في الثغور.

استشهد به أبو علي على أنَّ "الإزار" هاهنا: المرأة، حاكيًا ذلك عن (٣) أبي عمر على ما ذهب إليه أيضًا فيما تقدّم من قول الآخر (٤):

كان منَّا بحيْتُ يُعْكى الإزارُ

وهو عندي في هذا البيت الأخير أظهر؛ لأنَّ الظاهر أنَّ الشَّاعر إنما قصد الفِداء بزوجه؛ لمحلها من نفسه، وكونها معظم أنسه، وأمَّا المئزر فقدره أحقر، [وتأويل أبي علي أقرب (٥)، وبموافقة الحال أجدر (٦)، ويروى "فَدًى،

---

(١) الإيضاح ١٨٤.
(٢) الشَّاهد لأبي المنهال بقيلة الأكبر الأشجعي كما ذكر الآمدي في المؤتلف ٨١، وهو في غريب الحديث ٢/ ٢٢، وتأويل مشكل القرآن ١٤٣، ٢٦٥، والعقد ٢/ ٤٦٣، والمؤتلف والمختلف ٨٢، والمقتصد ١/ ٦٤٩، والفائق ٣/ ١٠٦، ١٠٧، والقيسي ٢٢١، وشرح شواهد الإيضاح ١٦٢، والنهاية ١/ ٤٥، والصحاح والتنبيه واللسان والتاج (أزر). وفي ح "أخو".
(٣) "عن" ساقطة من ح، وفي النسخ "أبي عمرو" وهو أبو عمر الجرمي. وينظر: الإيضاح ١٨٣.
(٤) تقدم تخريجه برقم ٤٣.
(٥) في الأصل "أغرب".
(٦) في ح بعد كلمة "أجدر" الفدا والفدا جميعًا، قد حكى فيه الفدا بالضم في الفاء.