للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣ - الحديث والأثر]

" الاستشهاد بالحديث النبويّ، واعتباره مصدرًا من مصادر الاحتجاج في قضايا النَّحو والصَّرف، أمر كثر الجدل حوله بين مؤيد ومعارض وقد أشبع العلامة البغدادي الكلام فيه (١) ".

"وقد اعتد ابن يسعون بالحديث مصدرًا من المصادر السماعية، فاستشهد به في المباحث اللّغوية، وعوَّل عليه في بناء القواعد النَّحويَّة، وتقرير الأصول الصرفيَّة، وعُني بتخريجه وتوجيهه إذا كان في ظاهره خروج عن القواعد المستنبطة، والضوابط المستخرجة. . . " (٢).

ومن ذلك قوله ٣٦ وهو يتحدَّث عن معنى (لحقو): "والحقو أيضًا: الإزار. . . وفي الحديث: "أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطى النسوة اللاتي غسلن ابنته حقوه، وقال: أشعرنها إيَّاه". ومن ذلك أيضًا وهو يتحدّث عن معنى النصر: ". . . فإن النصر يستعمل على وجوه ألا ترى إلى قول النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" وكيف فسَّر قوله: ظالمًا: بمعنى الكف له، والمنع من الظلم فكان ذلك كالنصر عليه والإجارة منه. . . ". ومن ذلك قوله ٣٦: "وحكى ابن دريد أن عمرو بن معديكرب شكا إلى عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- المعص، وهو التواء مفصل الرِّجل إذا أكثر القيام أو المشي، فقال له عمر: عليك العسل أي عليك بالعسل، وهو عدو فيه اهتزاز. . . ".


(١) انظر: مقدمة أمالي ابن الشجري ٩٧ لأستاذنا الطناحي -رحمه اللَّه- والخزانة ١/ ٩ - ١٥.
(٢) ابن يسعون النحويّ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>