للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثالثا: القيمة اللّغويَّة:

لعلَّ اللّغة من أهمّ العلوم التي اهتمّ بها ابن يسعون بعد النَّحو والصَّرف، حيث اهتمّ اهتمامًا بالغًا باللّغة دلالةً واشتقاقًا، إذْ لم يدع لفظًا غريبًا أو دون الغريب في شاهد من الشَّواهد إلّا عرض له بالشَّرح والبيان، ناقلًا عن أئمة اللّغة كالخليل وأبي زيد وأبي عبيد والأصمعي وأبي عمرو وكراع وابن السكيت وثعلب وابن دريد والفارسي وابن جني وابن سيده وثابت وابن التياني.

ولم يقف ابن يسعون عند حدود الحكاية والنقل، بل صحّح بعض اللّغات، وتعقَّب بعض العلماء، ووفق بين آراء اللّغويين فيما يبدو متعارضًا. وقد عرض لقضايا وظواهر لغوية كثيرة كالاشتراك والتضاد والتداخل ولهجات القبائل، والأصوات، ومخارج الحروف وتطوّر الدّلالة (١).

رابعًا: القيمة الأدبية:

كان ابن يسعون متضلعًا من الأدب، راوية لأشعار العرب، وقد استفاض كتابه بأشعار الجاهليين والإسلاميين، وإذا تجاوزنا الشَّواهد النَّحويَّة وجدنا ابن يسعون يروي عدّة أبيات لكثير من الشّعراء ثم يعرض لها بالشَّرح والبيان والنَّقد والموازنة، والتَّصحيح، ومن ذلك تصحيحه لرواية بيت الرَّاعي (أشاقتك آيات. . .) ٨٧.


(١) انظر: مقدّمة ابن الشجري ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>