كتاب المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

١٥٦ - وأربد فارس الهيجا إذا ما ... تقعرت المشاجر بالفئام - ج: 2 - ص: 911

وأنشد أبو عليّ (١) أيضًا:

١٥٦ - وَأَرْبدُ فارس الهَيْجا إذَا ما … تقَعَّرت المشاجرُ بِالفِئامِ (٢)

البيت للبيد بن ربيعة العامري (٣)، استشهد به أبو عليّ، على أنَّ "الهيجا" فيه مقصورة، وقال بعض (٤) المتأخّرين: يجوز أن تكون (٥) الممدودة، إلَّا أنّه لما التقت الهمزتان، حذف الأولى؛ تخفيفًا على نحو قراءة من قرأ (على البَغَا إنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا) (٦). ولا يجوز أنْ يكون على تسهيلها؛ لأنَّ المسهلة في حكم المُحقَّقة (٧)، فكما أنّ تحقيق الهمزة هنا (٨) يكسر البيت،

---

(١) التكملة ١٠٦.
(٢) هذا الشّاهد للبيد - رضي الله عنه - كما ذكر المصنِّف وهو في ديوانه ٢٠١، والمعاني الكبير ٩٠٩، والمفضليات ٨٤٠، وتهذيب اللَّغة ١/ ٢٢٩، ١٠/ ٥٣٠، ١٥/ ٥٧٢، والمخصص ٧/ ١٤٧، المحكم ١/ ١١٤، والمقتصد ١/ ٣٥٦، والقيسي ٥٥٦، وشواهد نحوية ٣٧، وشرح شواهد الإيضاح ٣٧٢، واللّسان والتاج (فأم) الأوّل (هيج - شجر - قعر).
(٣) "العامري" ساقط من الأصل.
(٤) هو أبو بكر محمد بن عبد الملك الشنتريني، وينظر شواهد نحوية ٣٧، والقيسي ٧٥٧، وشرح شواهد الإيضاح ٣٧٢ - ٣٧٣.
(٥) في ح "أن تكون الهيجا في هذا البيت في لغة من مدّها".
(٦) النور ٣٣، وهذه القراءة تنسب لأبي عمرو وقنبل ورويس "طيبة النشر ٩٣".
(٧) في النسخ "المخفّفة" ويرده ما بعده.
(٨) في ح "الهمزة لا يخرج الشعر … ولا يكسره".