كتاب المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

١٧٢ - عهدي بها في الحي قد سربلت ... هيفاء مثل المهرة الضامر - ج: 2 - ص: 979

وأنشد أبو عليّ (١) أبضًا:

١٧٢ - عَهْدِي بِهَا فِي الحَيِّ قَدْ سُرْبِلَتْ … هَيْفَاءَ مِثْلَ المُهْرَةِ الضَّامِرِ (٢)

البيت للأعشى (٣)، استشهد به أبو عليّ على جَري "الضامِرِ" وهو مذكّر اللفظ صفة "المهرة" وهي مؤنثة؛ لأنَّه حمل "الضامر" على النّسب والإضافة إلى المضمر، لا على الفعل وإرادة الحال الموجبة لثبات "التَّاء"؛ فرقًا (٤) بين المذكّر والمؤنث، نحو: ضمرت فهى ضامرة في هذا الوقت، وفي هذا (٥) اللّفظ ونحوه مما يستوى في الصّفة به (٦) المؤنث والمذكّر رَدٌّ على أهل الكوفة في دعواهم أن (٧) قولهم: "امرأة طالق وحائض" ونحوهما إنَّما (٨) يستغنى فيه عن "الهاء" لعدم الاشتراك.

---

(١) التكملة ١١٧.
(٢) هذا الشّاهد للأعشى كما ذكر المصنِّف وهو في ديوانه ١٨٩، وتهذيب اللغة ٤/ ٢٢٨، والمقتصد ٢/ ٣٩٤، والاقتضاب ١٧١، وابن الشجري ٢/ ٣٤٣، والقيسي ٥٩٢، وشَرح شواهد الإيضاح ٤٠١، والإنصاف ٧٧٨، وابن يعيش ١٠١/ ٥، ٦/ ٨٣، وشواهد نحوية ٤٨، والهمع ١/ ١٠٧، وفي ح "بيضاء" وهي رواية في البيت.
(٣) في ح "الأعشى ميمون بن قيس".
(٤) في ح "للفرق".
(٥) في ح "وفي مثل هذا البيت ونحوه ما".
(٦) في الأصل "فيه".
(٧) في ح "بأن".
(٨) في الأصل "مما استغنى به فيه" وينظر الإنصاف ٧٥٨ - ٧٨٢، وابن يعيش ٥/ ١٠١.