اعتمد ابن يسعون على الشعر وعوَّل عليه في استشهاده، وملأ كتابه (المصباح)، بفيض من الشواهد الشِّعرية غير شواهد الإيضاح، مما يدلّ على سعة روايته، وغزارة مادته.
وقد أخذ استشهاده بالشعر صورًا متعدِّدد، فتارة يكتفي بجزء من البيت، وأخرى يورده كاملًا، وفي بعض الأحيان لا يكتفي بالشَّاهد الواحد، بل يذكر شاهدين أو ثلاثة للاحتجاج للقاعدة النَّحويَّة أو الظاهرة اللّغوية مع نسبته لبعض شواهده، وإغفاله لبعضها الآخر، إمَّا لشهرتها، وكثرة تداولها، أو جريًا على عادة الأقدمين، من أئمَّة النَّحويين واللّغويين "وأسهم في زيادة محصول الشواهد اللّغوية والنَّحوية بإضافة شواهد جديدة إلى شواهد سابقة، وذلك نتاج ثقافته اللّغويَّة والأدبية الواسعة"(١).
ولا يقف ابن يسعون في إيراده الشواهد عند حدود الغرض النَّحويّ الذي سيقت له، بل يستطرد إلى شرح غريبها وتفسير معانيها، مازجًا النَّحو والصَّرف باللّغة والأدب، مع تعقبه لشرَّاح الشَّواهد والشِّعر في بعض الأحيان. ومن الأمثلة على التدليل لما قدّمنا قوله ٣ وهو يتحدَّث عن معنى الرقمتين في الشَّاهد الأوَّل: "قال أبو الحجاج: وقد كثر ذكر الرقمتين في أشعارهم قال الأعشى: