للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشَّرعيّة، ويحمل المآخذ الدّينية، وعند هذا يكون نظره جاريًا على طريق السَّداد، ويعدّ من أهل النظر والاجتهاد، فإنْ حاد عن هذه الحالة، فهو مقلِّد لا محالة، على هذا درج الأئمَّة، وبهذا أوصى علماء الأُمّة،. . . وإذا بان الحقّ وأضاء، فليقل الآخر ما شاء، أجرى اللَّه كلامنا على وجهه، وجعله خالصًا لوجهه، وكتبنا فيمن عرف الحقّ واتبع سنَنَه، واستمع القول فاتبع أحسنه، بمنِّه وامتنانه، وفضله وإحسانه، وصلَّى اللَّه على صفوة أنبيائه، ونخبة أصفيائه، محمّد سيِّد البشر، الشفيع في المحشر، الذي ختمتَ به النبيّين، وأعليتَ درجته في عليِّين، فقلتَ وأنت اصدق القائلين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (١).

ورضي اللَّه عن أصحابه الذين اجتهدوا في تشييد الإيمان، وأطفأوا نار البهتان، وأذلوا عبدة الأوثان، الذين استضاءت لهم مدارك العلوم. . . جعلنا اللَّه ممن اقتدى بآثارهم، واهتدى بأنوارهم، وتخلق بآدابهم، وعرف منازع كلامهم، وحشرنا في زمرتهم ولا عدل بنا سنّتهم، وأحظانا بمحبّتهم. . . " (٢).

أما بعد، فهذا كتاب "المصباح لما اعتم من شواهد الإيضاح" لابن يسعون، عرفتُه وخبرته عندما كنتُ أُحقِّق كتاب "إيضاح شواهد الإيضاح" للقيسي الذي تقدمت به موضوعًا لرسالة الدّكتوراه بجامعة أم القرى عام ١٤٠٣ هـ.


(١) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧.
(٢) مقدّمة البسيط ١/ ١٥٥ - ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>