للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لعدمه فيها، أوْ لبخل أهليها. وذكر أبو طالب (١) في كتاب "الفاخر" أنّ رجلًا مرّ بالأحنف بن قيس، وهو يعالج قدرًا له يطبخها، فأنشد هذا البيت، فقيل ذلك للأحنف فقال - رحمه الله -: لو شاء لقال أحسن من ذلك] (٢) وفي ضدّ صِغَر القدر يقول أبو النّجم العجلي:

ضخم القدور واسع السرادق … عف الثياب طيب الخلائق

"ويتدسم": مجزوم؛ لأنّه جواب الشّرط، وكسر للقافية.

[قال أبو عليّ في "تذكرته": النّفي محمول على المعنى كأنه قال: لا يتدسم مَنْ يأتها، فلو لم يحمل على المعنى، لم يصح، لأنَّ الشَّرط لا يدخل عليه النّفي (٣)؛ لأنّ الشّرط ليس بخبر فيلحقه النفي، وكذلك الجزاء لا يلحقه نفي أيضًا، لأنَّ الجزاء متعلّق بالشّرط، ومعمول له، مع إن الشّرطيّة، فلا يصحّ أن يقع النفي على الشّرط، ولا على الجزاء، فلا بدّ لأجل ذلك أن تحمله على المعنى] (٤).


(١) هو المفضل بن سلمة اللّغوي الراوية. وينظر كتاب الفاخر ٢٩٨.
(٢) ساقط من ح، وفيها "واستشهد به علي أنّ القدر مؤنثة بدليل الضمير المؤنث العايد عليها، وحكى الفرّاء فيها التذكير والتأنيث. وقوله ككف القرد أشاره إلى الصغر وعلى ذلك فهي لا تعار لفرط لوم ربّها لا نيال من دسمها من كان له إليها لمم وذكر أن رجلًا مرّ بالأحنف بن قيس وهو يعالج قدرًا له يطبخها فأنشده هذا البيت وفي ضد هذا يقول أبو النّجم: ضخم … ". والبيتان مما أخلّ بهما ديوان أبي النجم المطبوع.
(٣) في ح "المنفي".
(٤) ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>