للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا يدُلّ على أنَّ "مهلهلا" غيرُ عَدِيٍّ، وكذلك يُرْوى: "وقَتِيلَيْ صَدُوف". والصّدوف (١): قصر باليمن ويُعْرف بتخلي نُسِب إلى تَخْلَي ابن عَمْرو الحِمْيَريّ، فيما زعم الهمداني (٢) ويبعد هنا؛ لأنَّه إنّما عدَّد من قتل من إخوته وأسرته في حربه بكرًا، وظاهر الحال تقتضي أن يكون "الصّدوف" اسم فرسٍ نُسِبَ إليها صاحبها، إلّا أنْ يكون عرض له ما سبب قتله هناك.

وروى أبو عبيدة في "أَيَّام العرب": و"ربيعَ صَدوف" وقال، في عرض الكتاب المقروء على أبي عليّ أحمد بن جعفر (٣) النّحويّ: "صدوف": اسم امرأة وهو منادى. وذكروا أنّ مهلهلًا لمّا رجع من اليمن أخذه عمرو بن مالك بن ضُبيعة. وقيل: عوف بن مالك، وطلب إليه أخواله بنو (٤) يشكر، وكان المُجلِّل بن ثعلبة خاله، فطلب إلى عمرو أنْ يدفعه إليه، ويكون عنده ففعل، وسقاه خمْرًا، فلما طابت نفسه، تغنى بهذه الأبيات وما اتّصل بها حتّى فرغ، فنمى ذلك إلى عمرو بن مالك، فحوَّله إليه، ثم سقاه بعد أوباء ماءٍ فمات منه. واسم كليب: وائل. وقيل: إنّ هذا الشّعر يقوله مهلهل لزوجهِ خلالَ بنت الحارث بن عباد. وذُكِر أنّها أخذت مُدْيةً، ثم مضت حتّى أتتْ


(١) في الأصل "الصروف" بالرّاء في المواضع الثلاثة الأولى.
(٢) صفة جزيرة العرب ٣٤٩، وفيها أن جبل تخلي "من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها". وينظر الحديث عنه من ٣٤٥ - ٣٤٩.
(٣) الدّينوري ختن ثعلب، أخذ الكتاب عن المازني، وقرأه على المبرّد، وتوفي سنة ٢٨٩ هـ "البلغة ١٨".
(٤) في الأصل "بنوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>