للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك سَرِيٌّ وسَرَاةٌ وَسَرَوَاتٌ" يعني: ومن الأسماء المفردة الواقعة على الجمع؛ كقوم وذود إلّا أنَّه من لفظه واحده، ثم قال: "يدُلك على أنَّه ليس بمنزلة فَسَقة وقُضَاة؛ جمعهم له بالتّاء، وفتح الأوّل منه". يعني أنَّ سَراة ليس بجمع مكسّر عن واحده؛ لأنَّه لو كان مكسّرًا؛ لحمل محمل واحده في الصّحيح، كفَاسِقٍ وَفَسَقَةٍ، وظَالِمٍ وظَلَمَةٍ، ونحوهما، لما جمع بعد ذلك "بالتّاء"، كما لم يجمع هذا النّحو بها، ولو كان جمعًا؛ حمل محمل "فاعِل" في المعتل الذي هو من بابه نحو، قاض وقضاة، وغَازٍ (١) وغزاة، وسَارٍ وسُراة؛ من سُرى اللّيل؛ لمّا قالوا: "سَراة" - بفتح السين - في جمع سَرِّيٍّ؛ الذي هو الشّريف ذو المرؤة والسخاء؛ لأنَّ هذا الجمع من المعتل مضموم الأوّل كما مثلنا. وفي علّة ضمّه اختلاف. وفعل السَّرِي سَرُوَ، وسَرِى ولامه واو، ولام السَّارِي ياء. وإنّما تكلمنا على هذه المسألة؛ لاعتراضها في بيت الاستشهاد، وليقف الراغب من كلام أبي عليّ.

وفي "الموعب": "قال صاحب "العين" (٢): سَرُوَ الرجل فهو سَرِيٌّ، من قوم سُرَاة". ثم قال: وسَرَاةُ كلّ شيءٍ وسطه وارتفاعه، والجمع: سَرَوَات، هكذا ضبطه ضُبَّاط كتاب "العين"، من قوم سُرَاة بالضّمّ، فإنْ كان صحيحًا ففيه لغتان. قوم سُرَاة كقُضَاةٍ، وقوم سَرَاة، كقوم عَدل ونحوه.


(١) في الأصل "عار".
(٢) العين ٧/ ٢٨٨، وفيها " … ولم يجئْ على فَعَلة غيرها … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>