للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في المعتل، وهي "تارة" على "فِعَل" قال الفرّاء: وهذا كقَامَة وقيمٍ [وأنشد البيت الشَّاهد:

يَا عَمْرو عَمَّ المَاءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ … واخْتَلَفَتْ أَفْراسُه وَقِيَمُهْ] (١)

قال: قد قالوا في الحاجّة حِوج، ولو قيل في "القامة": قِوَم؛ لكان وجهًا. وأمّا "التَّارة" فبالياء؛ لأنَّ أصلها "الياء" (٢). قال أبو الحجّاج: هكذا (٣) رويت في كتاب سيبويه "يقوم" "بالياء"، [وأكثر النّاس على روايته "بالتاء"، وكذا كان أبو بكر بن الفرضي (٤) يرويه "بالتّاء" والظّاهر أنّه وهم، لأنَّ الكلام يقتضى، أنّه يصف صائدًا، يروم ختل صيد، فهو يميل تارة، ويتعرّض لرمية أخرى (٥)، وتارة يدبُّ إليه ويسعى. وقد يكون الضّمير للصيد، كما قد يريد: "بتقوم" حمرُ الوحش، فيكون معني تقوم على هذا: تتوقف قائمة تتسَمّع، وتارة تمشى إلى الماء مشْيَ الخَائف ولا تسرع.

ولم يقع إليّ مذيّلًا ولَا منسوبًا، فأبلغ من تحقق المعنى مرغوبًا] (٦).


(١) ساقط من ح، والرجز بغير عزو في تهذيب اللّغة ٤/ ١٦٤ وشواهد نحويَّة ١٢٥.
(٢) الصحيح أن أصلها الواو، وينظر في ذلك القيسي ٧٨٦ وشواهد نحويَّة ١٢٥، وتهذيب اللّغة ١٤/ ٣٠٩.
(٣) في الأصل "هذا"، وينظر الكتاب ٣/ ٥٩٤.
(٤) في الأصل "بن الفوضى" وهو تحريف وقد سبقت ترجمته ابن الفرضى في مبحث الشّيوخ.
(٥) "أخرى" ساقطة من الأصل، وفيه "ويسعى لسعيه".
(٦) ساقط من ح، وفيها "وربمّا وقع في بعض نسخ الإيضاح بالتّاء والظاهر أنَّه وهم لأن الكلام يدلّ على أنَه يصف صائدًا يروم صيدًا فهو بمثل … وقد يكون الضمير للصيد ولم يقع البيت منسوبًا فاعلم تحقيق معناه".

<<  <  ج: ص:  >  >>