للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال صاحب العين (١): الذعاق: كالزّعاق، سمعنا ذلك عن بعضهم، فلا أدري أَلُغَةٌ (٢)، أمْ لَثْغَةٌ، وحكاهما ابن دريد (٣) أيضًا. وأنشد أبو (٤) زيد أيضًا:

يَا قُرَّ إنَّ أَبَاكَ حَيّ خُويْلدٍ … قَدْ كُنْتُ خَائِفَه عَلَى الإِحْمَاقِ

قال الرّياشي: يعني حياة خويلد، وهكذا قال أبو عليّ في "التذكرة". قال أبو عبيدة (٥): "الحياة، والحَيَوان، والحِيُّ: واحد". قال أبو عليّ: فهذه مصادره. قال أبو زيد: "الحَيَوان: لما فيه من روح، والمَوتَان، والموات: لما لا روح فيه"، فليس "الحيوان" فيما حكاه أبو زيد بمصدر، ولكن هو مثل الحيّ، الذي هو خلاف الميّت، فأمّا قوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} (٦) فيحتمل أن يكون المعنى: وإنَّ حياة الدَّار الآخرة هي الحياة، لأنَّه لا تنغيص فيه، ولا نفاد له، فيكون "الحيوان" اسم حدثٍ على هذا، ويكون أيضًا "الحيوان"، الذي هو خلاف المَوَتانِ؛ لأنَّها لا تزول ولا تبيد، ويجوز أن يكون التَّقدير: هي ذات الحيوان؛ كأنَّه لم يعتدّ بهذه الدّار، فإن كان هذا الشّاعر مجدًا، فيقول: كأنّي لم أرزأ فقْدَ حميم، حين أُصبْتُ في هذا الحي العظيم، أَيْ، أنّ هذا الخطب بهولاء،


(١) ١/ ١٤٨.
(٢) "الهمزة" ساقط من الأصل.
(٣) جمهرة اللّغة ٢/ ٣١٤، وفيها "الذعق لغة في الزعق".
(٤) النوادر ٤٥١.
(٥) المجاز ٢/ ١١٧، والقرطبي ١٣/ ٣٦٠.
(٦) العنكبوت ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>