للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سيبويه (١). [ومَنْ قال (٢): "لقاحان"، ونحوهما، لم يقل: أقوالان؛ لأنَّه يجوز

أن يعنى "بأقوال" ثلاثة وأربعة إلى العشرة، فلّما جاز أن يقع نفس البناء على ما تقع (٣) عليه التَّثنية، رفضى ذلك، واستغنى عنه، وليس الجمع في نحو "لَقاحين وجمالين ورِمَاحَيْ" (٤) في قوله (٥):

بَيْنَ رِمَاحَيْ مَالِكٍ وَنَهْشَلٍ

كذلك؛ لأنَّ الجمع لا يغني عن التَّثنية، كما أنّ "تَمْرَيْنِ" ونحوه، من أسماء الأجناس التي تختلف، لم يستغن فيه عن التَّثنية، فاستعملت فيها، على حدّ ما استعملت في "جَمَالَيْنِ"، ولا يستقيم مثل هذا من التّثنية في ضَرَبَيْ الجمع المسلم، مذكره، ومؤنّثه، ولا في الجمع الذي يراد به القليل؛ لأنَّ ذلك مع التَّثنية كالحَرْفَيْن إذا كانا لمعنى.

قال أبو عليّ (٦): "وهذا عندي قياس قول سيبويه (٧) في قولهم: "أبينون"، ألا ترى أنَّه جعل "أَبْنَى" كَأَعْمَى، ولم يذهب به إلى أنَّه "أَفْعَل"، كما ذهب غيره (٨) ".


(١) الكتاب ٣/ ٦٢٣.
(٢) يريد سيبويه، وينظر الكتاب، وكتاب الشّعر ١٥٠ - ١٥١.
(٣) في الأصل، بالتذكير، وينظر كتاب الشّعر ١٥٠ - ١٥١.
(٤) "وورماحي" ساقطة من الأصل.
(٥) هو أبو النجم العجلي، والبيت في ديوانه ١٧٦.
(٦) كتاب الشعر ١٥١.
(٧) ينظر الكتاب ٣/ ٤٥٦.
(٨) هو الفرّاء وتنظر شواهد نحويَّة ١٤٩ - ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>