للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على أنَّ (١) قوله: "دَوَاعٍ" جمع "دَاعٍ"، ير يد: داعي الهوى، لأن "فاعلا" مما لا يعقل يُجمع على "فواعل"، كما بيّنه قبل [البيت، ولكنّه الجواد مُحِنَ بتعرض السُّكَيْتِ (٢)، وقد غلط الصقلي هنا غلطين، حنِن قال: "جَلَبه مخالفًا لاحتجاحه، ولو أنَّه انتصر به لقال: "العشيّ روائِح".

فهذا عكس مراد أبي عليّ، لأنَّه (٣)، قال قبل: "وإذا جاء "فاعل" لغير الآدميين كسّر على "فواعل"، وإنْ كان لمذكر أيضًا؛ لمضارعته المؤنث؛ من حيث اجتمعا في امتناع الواو والنّون منهما، وذلك: "جمال بوازلٌ، وعَوَاضِهٌ" ثمّ أنشد البيت". فهذا بيّن في أنَّ شاهده على ما لا يعقل، وهو "في واعي الهوى"، فما بال الصَّقليّ حين لَمْ يَفْهم عَنْهُ مراده، يلزمه أنْ يجعلَ الشَّاهد غَيْرَ مَا أَراده، لأنَّ "الرائح" هنا من صفة من يعقل، فكيف يجمع على "روائح"، وإنّما بابه "رائحون" في جمع السّلامة، أو "رُوّاح" في جمع التكسير، إلّا أنَّ الشّاعر لم يحتج إلى جمعه، لأنّه مفرد أوقع موقع الجمع، لجعله إيَّاه للجنس، فاكتفى به عن الجمع، وعلى وقوع "رائح" وقوع جمعه، أنضده أبو بكر في "الزّاهر" (٤)، وذهب ابن جني (٥)


(١) في ح "على دواع في جمع داع يريد دعا الهوى فهو ها هنا المراد والبغية وفاعل … ".
(٢) السُّكيْت: هو العاشر من خيل الحلبة. "ينظر المنتخب ٧٦٤".
(٣) "نه" ساقط من الأصل. وتنظر التكملة ١٨٤.
(٤) الزاهر ٢/ ٢٩٣.
(٥) لم أعثر على هذا القول في كتب ابن جني التي اطلعت عليها، مع ورود الشّاهد في المحتسب ٢/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>