للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أوْ تبارزون (١) أو نحو ذلك، إلَّا أنَّ الفعل حُذف بعدها لدلالتها عليه، كما حذف بعد "إنْ" في قولهم (٢): "النَّاس مجزيّون بأعمالهم إنْ خَيْرًا فخير" وفي قوله (٣):

قدْ قيل ما قيل إنْ حقًا وإنْ كذبًا … فما اعتذارك منْ قولٍ إذا قيلا

قال أبو الحجاج: ويجوز عندي أن يكون الفعل المراد بعد "لولا" "تعدون"؛ لتقدم (٤) ذكره، والتقدير: هلَّا تعُدُّون قتْل الكميِّ المُقنَّع أفضل مجْدِكُم، فحذف المضاف، لأنَّه لا يشكل؛ لتقدم ذكره، وكذلك حذف المفعول الثَّاني لجري (٥) ذكره قبْلُ، نحو قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} (٦): أي البُخْلَ خيرًا لهم، فحذف المفعول الأوَّل، لدلالة الفعل الذى هو "يبخلون" عليه (٧)، وهذا النحو كثير.


(١) في ح "تنادون".
(٢) القول في الكتاب ١/ ٢٥٨ وتمامه: "وإن شرًا فشر".
(٣) هو النعمان بن المنذر، وصدر البيت مثل من أمثال العرب، وهو في الكتاب ١/ ٢٦٠، والعسكري ٢/ ١١٦ - ١١٨، والميداني ٢/ ١٠٢ - ١٠٤، والبكري ٨١.
(٤) في ح "لتقدمه".
(٥) في ح "لتقدم" و"قبل" ساقطة منها.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ١٨٠. وفي الأصل "تحسن" بالتاء الفوقية وهي قراءة حمزة. وينظر إعراب القرآن ١/ ٣٧٦، والتيسير ٩٢، والكتاب ٢/ ٣٩١.
(٧) بعد "عليه" في ح والتقدير: "ولا يحسبن الذي يبخلون البخل خيرًا لهم" فدلّ يبخلون على البخل، ونحوه كثير".

<<  <  ج: ص:  >  >>