للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العرب عليه؛ وكان الصِّمّة يهوي بنت عمّ له دنية، أوثر عليه في تزويجها (١) غيره، لأنَّ عمَّه لؤم في السّماحِ (٢) في المهر، وقد كان اشتّطّ فيه، ولؤم أبوه في إكماله، فأنف الصّمّة من فعلهما، وخرج إلى "طبرستان"، وهي مقر الديلم فأقام بها (٣) حتّى مات، وخبره مشهور (٤).

قال أبو الحجّاج: فلهذا يحن إلى نجد، فمرّة يدعو عليها دعاء ذي ضجر، لم يحل منها بوطر، وتارة يدعو لها بالسُّقْيَا، شوقًا ورعيًا لبنت عمّه "ريًّا" وقال الهجريّ (٥): هي "طَيًّا". وقال ابن الأعرابي: ذم نجدًا؛ لشدّة شتائه.

قال أبو الحجّاج: وهو قول مَنْ لم يقف على حقيقة أنبائه، وهو القائل (٦):

إِذَا مَا أَتَتْنَا الرِّيحُ مِن نَحو أَرْضِكُمْ … أَتَتْنَا بِرَيَّاكم فَطَابَ هُبُوبُها

أَتَتْنَا بِرِيْح المِسْكِ خَالَطَ عَنْبرًا … وَرِيْح الخُزَامَى بَاكَرَتْهَا جَنُوبُهَا] (٧)


(١) في الأصل "تزويجه".
(٢) في الأصل "السيمح".
(٣) في الأصل "كم".
(٤) ينظر في الأغاني ٦/ ١ - ٨، واللآلئ ٤٦١ - ٤٦٣.
(٥) في التعليقات والنّوادر ٢/ ٧٣، ودراسة ومختارات ٦٨٢:
ألا إنّما طَيًّا فصبرًا بلية … هجعت بأرض فاعتراني خيالُها
فكبرت لما أن بدت لي بلدة … بها سكنت طيا وطال اختلالها
(٦) الديوان ٣١ - ٣٢.
(٧) من قوله "بلى أنه" حتّى "جنوبها" ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>