للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولهذا قال سيبويه (١): (٢) لو قلت: زيدٌ فاضربه كان بمنزلة قولك زيد فمنطلق، وهذا غير جائز"، ولهذا -واللَّه أعلم- جعل أبو الحسن الأخفش (٣) "الفاء" زائدة حين أجاز رفع "خولان" بالابتداء، وجعل "فانكح" خبره على توهم سقوط "الفاء"، وردّ أبو الحسن (٤) بن بابشاذ القول بزيادة "الفاء"، وقال: هذا عندنا لا يجوز، فإنْ كان أراد أهل البصرة، فهذا وهم، وقد أجازه جماعة منهم أبو عليّ وأبو الفتح ورأيا قول الأخفش، واعتمداه، وإن أراد نفسه، فلا منع له مع تجويز هؤلاء الأئمة.

قال أبو عليّ (٥): "ومن جعل "الفاء" زائدة أجاز في "خولان" الرَّفع والنَّصب، كقولك زيدًا اضربه وزيدٌ اضربه (٦) وأنشد عن أحمد بن يحيى (٧):


(١) الكتاب ١/ ١٣٨.
(٢) "و" ساقطة من ح، وفيها "زيدًا".
(٣) ينظر معاني القرآن ١/ ٨٠ وفيه: ". . . لأنّ خبر المبتدأ هكذا لا يكون بالفاء، ولو قلت: عبد اللَّه فينطلق، لم يحسن. . . كأنه قال: هؤلاء خولان. . . ".
(٤) "أبو الحسن" ساقط من ح. وهو طاهر بن أحمد بن بابشاذ بن داود النحوي المصري، المتوفى سنة ٤٦٩ هـ. القفطي ٢/ ٩٥، وفي المقدمة المحسبة ١/ ٢٥٩ وهو يتحدّث عن معاني الفاء: ". . . الثالث: أن تكون زائدة عند الأخفش بين المبتدأ وخبره، مثل: زيد فمنطلق، أي زيد منطلق"، وينشد، ثم ذكر البيت الشاهد ولم يرد قول الأخفش ولعله ردّه في كتاب آخر.
(٥) ينظر: كتاب الشعر ٢٩٤ - ٢٩٥.
(٦) "وزيد اضربه" ساقط من ح.
(٧) الشَّاهد من غير عزو في كتاب الشعر ٢٩٤، والمقرب ١/ ٢١٢، والمساعد ٢/ ١٧٨، والتصريح ١/ ٢٩٩ - وفيه تحريف- والهمع ١/ ١١٠، والخزانة ٤/ ٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>