للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعقوب النجيرمي في كتاب "مجموعة الأخبار" له، أن قوله:

أعد نظرًا يا عبد قيس. . . البيت

يعني به "البعيث" (١) وأنه شبهه بالحمار لذلته، وقلة معرفته، وأنه أمره بالنظر إلى نفسه من النَّار؛ ليكون أقوى في الاستبصار.

وهذا قول بعيد من الصَّواب، في كلّ جناب؛ لأني قد بيّنت عبد قيس هنا من هو، وأنَّ المراد نفس الحمار، ليس هنا بمستعار، وقد قال (٢) الفرزدق في هذا النحو يذكر جريرًا وأسرته:

فما حاجبٌ في بني دارِم … ولا أُسْرَةُ الأَقْرَع الأَمْجَدِ

بِأَخْيَلَ مِنْهُم إذا زَيَّنُوا … بِمَغْرَتِهمْ حَاجِبَيْ مُؤْجَدِ

حِمار لهم مِنْ بَناتِ الكُدَا … دِ يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ


= بن خرزاذ النجيرمي النَّحويّ اللّغوي، المتوفى سنة ٤٢٣. والنجيرمي: نسبة إلى نجيرم محلة بالبصرة. القفطي ٤/ ٦٦، وإشارة التعيين ٣٩٢، ووفيات الأعيان ٧/ ٧٥ - ٧٧.
(١) هو خداش بن بشر بن خالد المجاشعي، أعان غسان السليطي على جرير فنشب الهجاء بينه وبين جرير والفرزدق فسقط البعيث. المؤلف ٧١.
(٢) الديوان ١/ ١٧٥ "صادر" والنقائض ٧٩٤.
يقصد: حاجب بن زرارة بن عدس، والأقرع بن حابس بن عقال.
والأخيل: المتكبر. والمغرة: الطين الأحمر. ومؤجد: حمار موثق.
الكداد: فحل الحمير. ويدهمج: يسرع في تقارب خطوه.
الوطب: السقاء. والوصيف الغلام دون المراهق.

<<  <  ج: ص:  >  >>