للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أحمد: ومنهم من يقول: "أيهان" -بالنون- مثل رَجُلانِ، قال أبو عليّ: من قال أيهان (١) فإنَّه ثناه إرادة لتأكيد العبد، وجازت التثنَية فيه وإنْ تضمّن الضمير، كما جاز "مررت برجلين ضاربين"، وتثنية مثل (٢) هذا، مما يدلّ على صحّة ما قلناه في قولهم (٣): "دُهْدُ رَّيْنِ" إنَّه تأكيد وتكرير (٤) لمعنى (٥) "بَطَلَ"، كأنه قال: بَطَلَ مرَّة بعدَ مرَّة أوْ شيئًا (٦) بعد شيء، ولو قيل: "أَيْهَيْن" (٧) بالياء كما قالوا: "هَيْهاتِ" بالكسر كان قياسًا، وحكى أحمد أنَّ منهم من يقول: "هيهاتُ" بالرفع، وليس ذلك بالقياس؛ لأنَّ (٨) مثله من نحو؛ شَتَّانَ وسَرْعَانَ [لم يجيء فيه رفع] (٩)، ويمكن أن يكونوا عدلوا عن "الياء" في "أيهانِ" إلى "الألف"؛ كراهة لتكرير "الياء"، كما قالوا: "حاحَيْتُ" فأبدلوا الألف؛ كراهة لاجتماع الأمثال، يعني من "الياء" الأولى في "حاحيت"؛ لأنَّ الأصل: "حَيْحيْتُ".


(١) في ح "أتهان".
(٢) "مثل" ساقط من ح. وفيها "بسبب هذا".
(٣) أي العرب وهذا مثل من أمثالهم: "دهد رين سعد القين" وهو عند أبي عبيد ٨٣، العسكري ١/ ٤٤٨.
(٤) في الأصل "تكثير".
(٥) في ح "للمعنى".
(٦) في ح "وشيئًا".
(٧) في ح "انهين بالنما".
(٨) في ح "لأنه مثله من كورسيان".
(٩) ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>