للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دريد: "تَحُل"؛ لأنه قال في تفسير البيت، أىْ، لولا نجاء إبلنا بنا، أقمنا، وليس هذا القول ببعيد من الصَّواب عندي؛ لأنه إذا أقام قبل فراغه في أيام الحجّ من شأنه فقد فسد بحلوله ذلك، ما كان من عمله هنالك، وكذلك قول ابن دريد: "لولا نجاء إبلنا بنا" ليس عندي الوجه، وإن كان غيره قد قاله أيضًا قبله، وما كان هو ليسرع راغبًا عن جنابها، لو أقبلت عليه وأمسكت (١) من ركابها، ألا ترى إلى قول أبي النجم (٢):

قدْ عَقَرَتْ بالقومَ أُمُّ الخَزْرَج

فالمعنى: أنهم لما رأوها حبسوا إبلهم على سؤالها، والنظر إليها؛ شغفًا بها وحرصًا عليها، حتّى ساءت بالإبل الحال، وعقرتها الرحال (٣)، إلّا أن يقال: إن اللّفظة عموم في الركائب، فقد تقطع بها الحال المعجلة هناك عن تشفي الحبائب] (٤).

وحكى أبو علي في "التذكرة"، عن أبي الحسن، أنَّه قال: كان القياس في "ديار" (٥) ألا تعل (٦)، لا بتاع "دار"، قال أبو عليّ: كما أنَّ حكم الجمع ألا يتبع الواحد كما (٧) في "معيشة ومعايش"،


(١) في الأصل "أو سكت".
(٢) العجلى، والبيت في ديوانه ٧٩.
(٣) في الأصل "الرجال".
(٤) من قوله: "ورواية ابن دريد" حتى "الحبائب" ساقط من ح.
(٥) في ح "دار".
(٦) في الأصل "يعتل".
(٧) "كما" تكملة لازمة لاستقامة النص. وفي شرح شواهد الإيضاح ١٤٩: ". . . أن لا يتبع الواحد كما أعلوا معيشة، ولم يعلوا جمعه فقالوا: معايش".

<<  <  ج: ص:  >  >>