للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالنون وهو تصحيف". قال أبو الحجاج: "وهذا القول إفراط من أبي محمَّد، ورواية النون غير بعيدة من الصَّواب، وإن كانت رواية الباء أظهر، لقوله (دون)، ولم يقل (على) المستعملة مع النصر في مثل هذا النَّحو، فإن النَّصر يستعمل على وجوه. . . " (١).

ولعلَّ مما يدلَّ على مكانة ابن يسعون -رحمه اللَّه- موقفه من الصَّحابة -رضي اللَّه عنهم-: حيث وقف منهم موقف العالم الخبير المنصف، الذي يزن الأمور بميزان العقل، وكان يعرف لهم مزلتهم وفضلهم، ومن ذلك قوله وهو يتحدّث عن استشهاد عثمان -رضي اللَّه عنه-: "وينبغي أن ينزه مثل محمَّد بن أبي بكر وصنفه من الصَّحابة -رضي اللَّه عنهم- عن كلِّ مثلبة لا تليق بهم، ولم يصح وقوعها منهم؛ لأنَّ حاكي هذه الهنات، قوم غير ثقات" (٢).

وهذا كلام في غاية النفاسة، ينبغي أن يعض عليه بالنَّواجذ؛ لأنه لا يصدر إلَّا عن عالم جهبذ فذ، سُني المذهب، يعرف للصَّحابة -رضوان اللَّه عليهم- حقّهم، وينصفهم؛ لأنَّهم خير القرون، وهم نقلة الوحي فالطَّعن فيهم طعن في هذا الدِّين.

فموقف ابن يسعون من الصَّحابة -رضي اللَّه عنهم- موقف سليم، ومنهجه معهم منهج قويم، وطريق مستقيم، لا ينبغي للمسلم أن يحيد عنه قيد شعرة.


(١) المصباح ٨٠/ ب.
(٢) المصدر نفسه ١٧/ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>