للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأب إنما قصده الذّم، فهو موقع على جهة المثل، والتنوين مقدر، كأنه: "لا أبا" لك. كما أنه مقدّر في: "هذا ضاربُ زيدٍ غدًا". فهو إذًا نكرة مثله، وهذا أحق بالتنكير؛ لدخول اللّام الموجبة لثبات التنوين، ويجوز أن يكون "أبًا" غير مضاف، ولكنه ردّ فيه لام الفعل (١)، كما ردّ في قوله (٢):

كأنَّك فينا يا أباةِ غريبُ

وقول الآخر (٣):

ولكن على أعقابِنا تقْطُر الدَّما

"فلك" على هذا صفة "لأبا"، ولا اعتراض بقولهم: "لا أخالكَ"؛ لأنا قد قلنا إنه مَثَل من الأمثال (٤)، يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها. وهو أيضًا موضع تغيير كالنداء. وقولهم: "لا غلامي لكَ"، قياس من النحويين، على "لا أبالك"؛ لأنهم اعتقدوا فيه أنه مضاف.


(١) في الأصل ". . . لام الفعل غير مضاف". والمراد لام الكلمة، وينظر: شرح شواهد الإيضاح ٢١٢.
(٢) هو أبو الحدرجان عن أبي زيد، وهذا عجز بيت صدره:
تقول ابنتى لما رأتني شاحبًا
وهو في النوادر ٥٧٥، ومعاني الأخفش ٧٣ وكتاب الشعر ١٧٠، والخصائص ١/ ٣٣٩، والمقاييس ٣/ ٢٥٢.
(٣) هو الحصين بن الحمام المري، والشَّاهد في مجالس العلماء ٣٢٦، والمنصف ٢/ ١٤٨، وشرح الحماسة ١٩٨، والقيسي ٣٩٣، وصدره:
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
(٤) "من الأمثال" ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>