للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"بأسْرى" دون ما ذكرنا، بقي (١) المعطوف غير موصوف، وهذا لا يجوز فيه، كما لا يجوز في المعطوف عليه.

فإنْ قلتَ: فقد قال امرؤ القيس (٢):

ألا رُبّ يَومٍ قدْ لَهوتُ وساعةٍ … بآنسةٍ كأنّها خطُّ تمثالِ

فعطف "ساعة"، ولم يصفها، قيل: لما كانت السَّاعة مشاركة لليوم في الصفة، جاز أنْ تحذف في اللّفظ، وهى مرادة في المعنى، فصارت كالملفوظ بها، كما أنَّ قولهم: "زَيْدٌ ضَربْتُ أباهُ وعمرو" الجملة المحذوفة منها، بمنزلة الملفوظ بها، فـ "الساعة" في المعنى موصوفة، وليس "الأسرى" كذلك؛ لأنَّ "الأسرى" لا توافق (٣) صفتهم صفة "الرفد". وإنْ شئت قلت: إنَّ الإراقة إتلاف، فكأنّه قال: رُبّ رفد أتلفته، ومُستأسرين من العداة أتلفتهم، فيكون على هذا متعلقًا "بالأسرى"، والصفة محذوفة من اللفظ، لدلالة ما تقدّم من اللفظ (٤) عليها، ولا يكون قول امرئ (٥) القيس: على تقدير: رُبّ يوم وساعةٍ قد لهوت فيهما أو لوتهما، يريد على مذهب


(١) في ح "ففى".
(٢) "امرؤ القيس" ساقط من ح. والبيت في الديوان ٢٩، والقيسي ٢٨٥، والمقرب ١/ ١٩٩، والتصريح ٢/ ١٨.
(٣) في ح "يوافق".
(٤) "من اللفظ" ساقط من ح.
(٥) في ح "أمر".

<<  <  ج: ص:  >  >>