للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من طريق الصناعة، لا من طريق الذات.

قال أبو عليّ: وإنَّما شدَّدوا نحو: "فَرَجَّ" في الوقف، ليبيّنوا بذلك أنه مما (١) تلحقه الحركة في الوصل، وكذلك ألحقوا "الهاء" و"الألف" في الوقف أيضًا؛ ليبيّنوا الحركة في نحو: عليَّه وبعلتيَّه وأنَّه.

ويتصلُ بقوله (٢) "أخصبَّا":

إنَّ الدَّبَّا فَوْقَ المتُونِ دَبَّا … وَهَبَتِ الرّيحُ بِمَوْرٍ هَبَّا

يَتْرِك مَا أَبْقَى الدَّبَّا سَبْبَبَّا … كأنَّه السَّيلُ إذا اسْلَحَبَّا

أوْ كَالحريقِ وافقَ القَصَبَّا … والتبنُ والحلفاءَ فالتَهبَّا

حتَّى ترى البُوَيْزلَ الأرْزَبَّا … مِنْ عدَمِ المَرْعَى قدْ أقرعَبَّا

تبَّا لأصْحَابِ الشويِّ تَبَّا

هكذا (٣) ثبت بيت الإيضاح في هذا الشعر، كما ترى، معطوفًا "بأو"، ورواية "الكتاب"، جَائزة، على أنْ يكون قوله: "مِثْلَ الحريق": حالًا من ضمير "السيل"، الذي في "اسْلَحبّ" أيْ، هذا الجراد في انتشاره وسرعة مرّه، كالسيل إذا انتشر (٤)، وامتدَّ سريعًا مثل الحريق؛


(١) في الأصل "يلحقه".
(٢) الرجز عند ابن السيرافي ٢/ ٣٧٨، وفرحة الأديب ٢٠٧ - ٢٠٨، وشرح شواهد الإيضاح ٢٦٥.
(٣) في ح "هكذى".
(٤) في ح على التقديم والتأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>