للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَمِرْآةِ المُضِرِّ سَرتْ عَلَيْهَا … إذَا رامَقْتَ فِيها الطَّرْفَ جَالَا

قال أبو حنيفة: قوله: "تُجلَى" أَيْ؛ تكشفُ. وتُساور شؤون الرّأس بذكاء رائحتها، وشدّة سطوعها، وشبهها في صفائها. بمرآة المُضِرُّ؛ وهي المرأة ذات الضَّرَّةِ، فمرآتها أبدًا مَجْلَوّة؛ لحاجتها إلى كثرة النّظر فيها، من أجل ضَرَّتها، فهي تتعهد نفسها ووجهها. والرّنوناة: المعتّقة المدَامة في وعائها، مأخوذة من الرّنوِّ؛ وهو إدامة النظر بغير طرف. وقوله: "رامقت فيها الطرّف جالا"، أَيْ، لم يشت لشدّة صفائها.

وقال ابن مقيل (١)، في الأُذُن الحشرة يصف فرسه:

تُرْخي العِذَارَ وَلَوْ طَالَتْ قَبَايلُه … عَنْ حَشْرَةٍ مِثْلِ سِنْفِ المَرْخَةِ الصَّفِرِ

قبايل العذار: سيوره، وسِنْفُ المرخةِ: ثمرها الذي يخرج فيهان كأنَّهَا البَاقِلَّى، إلَّا أنَّها أعرض محددة الطرّف، فإذا يبس سقط حبّه، وبقي في المرخه قِشْرُه ذلك! وهو سِنْفُه. والصَّفِرُ: الخالي من حبّه عند انشقاقه، وحينئذ يكون أشبه شئ بالأُذُن] (٢).

وقبله (٣):

إذَا ارْفَضَّ أَطْرَافُ السِّيَاطِ وهَلَّلَتْ … جُرُومُ المَطَاياَ عَذَّبَتْهُنَّ صَيْدَحُ


(١) الدّيوان ٩٧، وتخريجه فيه.
(٢) من قوله: "لذلك" حتّى "الأذن" ساقط من ح.
(٣) الديوان ١٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>