للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا النفي على طريق المجاز والاتساع، تنبيهًا (١) على بُعْدِهم من الأحدية (٢) في الطِّبَاع، وأنّهم إنّما يشبهون الظربان، لا الإنسان، يخاطب بذلك قومًا من عشيرته، كانوا قد أسلموه لجريرته (٣)؛ لانّه كان كثير الفتكات، عظيم (٤) الجنايات، ولم يعدم (٥) متسرعًا إلى ذمّه، منذ (٦) قتل ظلمًا ابنَ عمّه، وتابعَ بعده قتل رجالٍ؛ ولذلك سُمِّي بالقتَّال (٧)، وأخبارُه في ذلك مشهورة، وفي غير (٨) موضع مسطورة، ونحو من هذا النحو قول (٩) الرّاعي:

لَوْ كَنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوتكُم … يَا ابنَ الرِّقَاع ولكِن لستَ مِنْ أَحَدِ

تَأْبَى قُضَاعَةُ لَمْ تَقْبَلْ لكم نَسَبًا … وابْنَا نَزَار فَأَنْتُم بَيْضَةُ البَلَدِ


(١) في ح "تشبيهًا".
(٢) في ح "الأخدية".
(٣) في ح "بحريرته".
(٤) في ح "شديد".
(٥) في ح "يقدم"، وفي الأصل "بعدهم" وهو تحريف ظاهر.
(٦) في ح "مذ".
(٧) في ح "بالقتل".
(٨) في ح "في غير هذا مسطورة". وتنظر أخباره في الأغاني ٢٤/ ١٦٩ - ١٩٥.
(٩) شعره ٢٠٣. وابن الرقاع هو عدي بن الرقاع العاملى، وقولهم "بيضة البلد" يكون مدحًا وذمًا. وينظر الزاهر ٢/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>