للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والجرُّ في قوله: "والضّحّاك" بالعطف (١) على "الكاف" في اللّفظ؛ وهو قبيح. وكذلك من اعتقد "مَنْ" في الآية في موضع جرّ.

قال أبو الحجّاج: من نصب "والضّحّاك" فعلى المفعول معه، "وحسْبُكَ" مبتدأ، "وسيف" خبره. والمعنى (٢): كافيك سيف مع صُحبَةِ الضَّحَاك، وحضوره أَيْ؛ حضوره هو السّيف المغني عمّا سواه. ومن رفع "والضّحاكُ" (٣) فهو مبتدأ، وخبره "سيف"، وخبرُ "حسبُك" محذوف؛ للدّلالة عليه، لأنّه في معنى الأمر، أَيْ؛ فلتكتف (٤) ولتثق، فالضّحّاك سيفك الأوثق.

والوجهُ المختار هنا (٥): النّصب بلا خلاف؛ لبُعْد الرّفع من المعنى؛ لأنَّ "الضّحّاك" هو السّيف المهنّد (٦) فليس هنا شيْء آخر يعطف عليه ويُعتمد، وإنَّما "الواو" هنا بمعنى: "مع" أو بمعنى (٧): "الباء"، كما كانت كذلك (٨) في قولهم: "كُلَ شَاةٍ وسخلَتَها بدرهم" أَيْ؛ مع سخْلتها، أو بسَخلتها، وفي قولهم (٩): "استوى الماءُ والخَشَبَةَ"، أَيْ؛ مع الخشبة،


(١) في ح "العطف على لفظ الكاف".
(٢) في ح "المعنى … عمن سواه".
(٣) في ح "رفع الضحّاك".
(٤) في ح "بياء الغائب في الفعلين ويردّه ما قبله".
(٥) في ح "ها هنا" في الموضعين.
(٦) في ح "هو السيف المعتمد عليه … يعطف عليه".
(٧) في ح "وبمعنى".
(٨) "كذلك" ساقط من ح، وينظر الكتاب ٢/ ٥٥، والأصول ٢/ ٣٠٨.
(٩) في ح "وكذلك في قولهم"، وينظر الكتاب ١/ ٢٩٨، والأصول ١/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>