ومن خلال شرح هذا الشَّاهد، ومن دراستنا للشروح الثلاثة نستطيع أن نوازن بينها بما يلي:
١ - ذكر ابن يسعون كنية الشَّاعر ونسبته إلى بني جعفر، ولم يشر إلى هذا القيسي وابن بري.
٢ - ذكر ابن يسعون رواية في الشَّاهد، لم يشر إليها صاحباه.
٣ - نقل ابن يسعون عن كتاب الدلائل تعدية أقبل واستشهد عليها بالحديث، وبأربعة شواهد من الشعر الصحيح الفصيح، ولم يذكر هذا صاحباه.
٤ - تعقّب ابن يسعون أبا عليّ الفارسي مع إجلاله له واعتماده عليه واعتذر عنه بقوله:"وما أرى أبا عليّ ذكر قول أبي زيد"، ولم يذكر هذا صاحباه.
٥ - ذكر القيسي قنوين واستشهد عليه برجز الشماخ السابق، وصحّح أن يكون قنوين: موضع، ولم يشر إلى هذا ابن يسعون ولا ابن بري.
٦ - ربط ابن يسعون بين استشهاد الفارسي وسيبويه فائقًا بهذا صاحبيه.
٧ - بيَّن كلُ منهم مرطن الشَّاهد وأطنب فيه ابن يسعون وأوجز القيسي وتوسط ابن بري.
٨ - يوجد تشابه كبير بين شرحي ابن يسعون والقيسي، ونحن لا نعلم السَّابق منهما لكي ندلِّل على الذي اعتمد على الآخر، ونرد الفضل لأهله، وبما أنهما متعاصران، نقول لعلّ مردّ هذا التشابه الكبير إلى أنَّ الموضوع واحد والمصادر واحدة، وينظر لهذا التشابه حديثهما عن الشَّاهد الأوَّل.