للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقول في نفسه: بأيّ وجه ألقاه، وأيّ حرمة تكون لي إذا أمر بضربي وأهانني، فقام كأنه يساق إلي الموت بالسيف صبرا، وليس في وجهه نقطة من دم، فلمّا رآه الشيخ أبو الفضل (١٣٧) قام إليه وسلّم عليه وعانقه وتبسّم في وجهه وقال له: ما هذه الغيبة؟ والله لقد أوحشتنا في غيبتك هذه، امض فصلّ بالناس فإني قد ضعفت اللّيلة عن القراءة. وأخذ بيده فمضى به وأدخله المحراب، فلم يصلّ بالناس حتى كادت نفسه تخرج من بين جنبيه حياء وحشمة، فلمّا انصرف الناس عدل إلى بيته فقال له الشيخ: سبحان الله العظيم! أنت اللّيلة ضيفنا (١٣٨) وضيافتك واجبة علينا، [فافطر اللّيلة عندنا] (١٣٩)، فأفطر الغدامسي والفتى معه على طعامه، فلمّا كان عند طلوع الفجر مرّ به الغدامسي/وهو يضم قشاشه (١٤٠)، وقد عظم في نفسه الأمر، وقال (في نفسه) (١٤١) مالي وجه انظر به إلى وجه الغدامسي بعد هذا كلّه، فعدل إليه الغدامسي وسأله عمّا يريده، فقال له: أزمعت الانتقال إلى قصر شقانص (١٤٢) أو قصر الطوب، فقال له والله لا برحت ولا خرجت مع الناس شبرا واحدا، اجلس يا بني ومدّ بكفيك إلى الله تعالى معي، ونعتقد (١٤٣) توبة نصوحا من ذنوبنا، ونرغب جميعا إلى الله تعالى فيها، فما رأيت في هذه (١٤٤) الحصون أكثر ذنوبا مني، وافتتح (١٤٥) في


(١٣٧) في (ب): أبا الفضل
(١٣٨) في (ق): ضيفا.
(١٣٩) زيادة من (ب)
(١٤٠) ما يلتقط‍ من هنا وهنا (المعجم الوسيط‍: قشش).
(١٤١) ساقط‍ من (ب).
(١٤٢) كذا كان القدماء يرسمون اسم هذا الموضع وينطقون حرفه الاول «شينا» وبقي محافظا على ذلك إلى أوائل القرن الثالث عشر (هجري) حيث نجد المقرئ أحمد بن احمد الشقانصي ينسب اليه (فهرس المكتبة العبدلية ١٣٢: ١) ويكتبه التونسيون في هذا الايام «صقانص» أو «سقانص» ينظر عن حصن «شقانص» نزهة المشتاق ٣٠٣، صورة الارض ص: ٤٩.
(١٤٣) في (ق): وتعتقدوا. والاصلاح من (ب).
(١٤٤) في (ق): فهذه. والمثبت من (ب).
(١٤٥) في (ق): واجتهد. والمثبت من (ب)