كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ذكر الطبقة الرابعة من فقهاء مدينة القيروان وعبادها وما يليها من بلدان إفريقية وغيرها ومحدثيهم - ١٣١ - ومنهم أبو الوليد مروان (¬*) بن أبي شحمة المسلي الإفريقي-رحمه الله تعالى. - ج: 1 - ص: 392

١٣١ - ومنهم أبو الوليد مروان (*) بن أبي شحمة (١) المسلي (٢) الإفريقي-رحمه الله

تعالى.

قال أبو العرب (٣): كان ثقة مستجابا فاضلا. وهو مولى آل عامر (٤) بن نافع. سمع من وكيع بن الجراح ومن عبد الرحمن بن مهدي. وكان سحنون يعرف فضله. سمع منه أحمد بن وزان (٥) الصواف.

قال (٦): وبعث في طلبه بعض أمراء بني الأغلب في أمر نسب إليه (٧)، فأقبل، وقت دخوله إلى الأمير، خصيّ (٨) بيده عود أو طنبور، فأخذه مروان من يده بنزع عنيف [فكسره] (٩). فدخل [الخصي] (٩) على الأمير وقال: «شيخ بالباب كسر من يدي كذا وكذا»، وخرق الخصي ثيابه لعظم ما نزل به عند نفسه. فلما دخل مروان على الأمير عاتبه فيما صنع، فقال: «نعم، رأيت منكرا فغيرته» فلم يراجعه الأمير، ثم عافاه الله تعالى منه وخرج.

وحدث عبد الرحمن ابنه فقال (١٠): كان أبي يعمل الطوب بيده، فيتصدق بثلث

---

(*) مصادره: طبقات أبي العرب ص ١١٥ - ١١٦، معالم الايمان ١٠٥: ٢ - ١٠٦.
(١) في الأصل: سحمة. وفي (م): سنحمة. والمثبت من الطبقات. وينظر: الاكمال ٤: ٣٦٥ - ٤٤: ٥، ٣٧٠ - ٤٦.
(٢) في الأصول: المسيلي. وهو تصحيف. والمسيلة أحدثت بعد هذا التاريخ بزمن طويل والصواب أنه نسبة إلى مسلية بن عامر، قبيلة كبيرة من مذحج. اللّباب ٢١١: ٣ - ٢١٢ وينظر تعليقنا الموالي رقم ٤.
(٣) النصّ في الطبقات ص ١١٥ باختلاف يسير.
(٤) في الأصول عمر بن نافع. والمثبت من الطبقات. وعامر بن نافع بن عبد الرحمن بن عامر بن نافع بن محميّة المسلي، من مذحج. أحد قواد بني الأغلب، كان يتولّى الخطط‍ النبيهة في دولة ابراهيم بن الأغلب وابنه عبد الله، ثم خرج على زيادة الله وكاد يعصف بالدولة الأغلبية، ثم انتقض عليه امره وفشلت الثورة. ينظر عنه: الحلة السيراء ٣٨٣: ٢ - ٣٨٥.
(٥) في الأصل: رازن. والمثبت من المعالم. وتراجع ترجمته في هذا الجزء من الرياض رقم ١٥٣.
(٦) النصّ في الطبقات ص ١١٥.والمعالم ١٠٦: ٢.
(٧) عبارة الطبقات: «وكان قيل للأمير-وأحسبه هو محمد بن الأغلب-أنه مشبّه، فوجه في طلبه».
(٨) في الأصول: خصيّا.
(٩) زيادة من الطبقات.
(١٠) النصّ في الطبقات ص ١١٥ والمعالم ١٠٥: ٢.