للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال (١٢) أبو سليمان: سلكت طريق (١٣) «تبوك» (١٤) فاستوحشت، فهتف بي هاتف وهو يقول: «يا هذا، نقضت العهد. لم تستوحش؟ أليس حبيبك معك؟ ».

وقال أبو عبد الله الزاهد (١٥)، وكان قد صحب ربيعا هذا، قال: «مرض ربيع مرضة فاشتهى الرمان، فطلب له بكل وجه، فلم يوجد، فخرج إلى البحر فاستقبل القبلة ودعا، فأتاه آت بسبع رمانات، فوضعهن في حجره. وانصرف».

٨٥ - ومنهم مسافر بن سنان الواعظ‍ (*)، رضي الله تعالى عنه.

كان رجلا صالحا فاضلا يجتمع إليه الناس للذكر والمواعظ‍، فانتفع به وعلى يده جماعة من الناس.

قال سليمان بن سالم في «مجالسه» (١): كان مسافر بن سنان بالقيروان، وذكر مواعظه، ثم قال: لقد أخبرني يحيى بن زكريا بن الحكم (٢) عن أبيه، قال: قلت للبهلول بن راشد: «يا أبا عمرو (٣)، أرأيت هذه القراءة التي تقرأ عندك، أشيء رويته عن السلف فنرويه عنك، أم شيء رأيته؟ » فقال لي: «ما أخذته عن أحد، إلا أني كنت عند معلمي (٤) أخيط‍ (٥)، وكان يرسلني، فكنت أمرّ على مسافر بن سنان في المسجد


(١٢) النصّ في المعالم ٢٩٣: ٢.
(١٣) في المعالم: بادية.
(١٤) مدينة بين الحجر وأول الشام. ينظر عنها: معجم ما استعجم ٣٠٣: ١، الروض المعطار ص ١٠٣.
(١٥) النصّ في المعالم ٢٩٣: ٢ وإسناده: «حكى أبو عبد الله الهمداني الزاهد قال: قال أبو سليمان: مرضت فاشتهيت الرمان ... » وكلّه بضمير المتكلّم.
(*) لخص صاحب المدارك ٩٦: ٣ خبره في ترجمة البهلول بن راشد وسماه «مسافر بن سليمان».
(١) أشار عياض في المدارك ٣٥٧: ٤ والدباغ في المعالم ٢٠٦: ٢ في تعريفهما بسليمان بن سالم الكندي القطان المعروف بابن الكحالة إلى عنايته بالكتابة والتقييد وذكرا ان له تأليفا في الفقه نسب إليه وعرف باسم «الكتب السليمانية» أما كتاب مجالسه فقد انفرد المالكي بالنقل عنه.
(٢) سيترجم له المالكي تحت رقم ٩٥.
(٣) في الأصل والمطبوعة: أبو عمر. والمثبت من (م) والمدارك ٨٧: ٣.
(٤) المعلّم: من له الحق في ممارسة احدى المهن استقلالا. وكان هذا اللّقب أرفع الدرجات في نظام الصناع كالنجارين والحدادين (المعجم الوسيط‍: علم).
(٥) في المطبوعة: احفظ‍.والمثبت من الأصل و (م) والمدارك.