للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٤١ - ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم المسوحي (*)، رضي الله تعالى

عنه.

قال أبو العرب (١): كان من المجتهدين في العبادة، وكان سحنون يعرف له فضله.

قال أبو داود العطار: «صحبت أبا عبد الله المسوحي إلى الرباط‍، قال: فنزلنا منزلا لإخوان لي، فأتونا بطعام (٢) فأكل وأكلت معه، ثم قام فتقيأ الطعام وقال:

«يا أبا داود، أدخلت بطني [طعاما لا يحل] (٣)»، فتدبرت قوله فإذا القوم غرمائي ولي عليهم دين، وهدية المديان (٤) مكروهة عند مالك إلا أن تكون قد تقدمت بينه وبين المديان مهاداة من قبل ذلك، وأنه لم يهد إليه لمكان دينه فلا بأس بذلك».

سمع أبو الغصن (٥) [يقول: «صحبت] (٣) المسوحي إلى الدور (٦)، حتى انت‍ [هينا إلى حص‍] ن (٧) سوسة، أقمنا أكثر من عشرين يوما، /فما علمت أنه أكل إلا أكلتين في دارين؛ [الأولى: ] (٣) سأله بعض أصحابه أن يفطر عندهم وأن [يضع] (٣) يده في طعامهم، فأجابهم إلى ذلك. فلما تهيأ طعامهم تقدم وقال: بسم الله، وأخذ لقمة فجعلها في فم أبي الغصن، ثم رفع يده وأتى بزاده فإذا بدوخلة فيها تمر وبطة فيها


(*) مصادره: ترجم الدباغ في المعالم ٣٣٤: ٢ - ٣٣٥ لمتعبد سماه: «أبو محمد المسوحي» وأرّخ وفاته سنة ٣٠٦.ونحن نرجّح أنه غير مترجم المالكي، فزيادة على كونهما يختلفان في الكنية فهذا «أبو عبد الله» والآخر «أبو محمد» فهما متباعدان في الزمان ذلك أن مترجم الرياض معدود في طبقة سحنون أما مترجم المعالم فمعدود في أصحاب تلاميذه.
(١) لم يرد له ذكر في نسخة الطبقات المطبوعة.
(٢) في الأصل: بعطام.
(٣) يبدو ان الناسخ أغفل شيئا هنا. وقد حاول ناشر الطبعة السابقة تقويم النصّ بإضافة ما بين المعقفين.
(٤) أي المدين. ولغة: الذي يقرض أو يستقرض كثيرا.
(٥) اشتهر بهذه الكنية أحد العباد من أصحاب البهلول بن راشد. وهو معاصر لصاحب الترجمة. (الرياض ١: رقم ٨٦). كما اشتهر بهذه الكنية: ابو الغصن الغرابيلي السوسي وهو متأخر ومن أصحاب ابن عبدوس وحماس بن مروان. وتأخرت وفاته. ينظر (الرياض ٢: رقم ١٩٥).
(٦) يقصد به الدوران وتفقد حصون المرابطة. وقد شرحنا هذا اللفظ‍ شرحا وافيا في تعليقنا على الجزء الثاني.
(٧) ما بين المعقفين ذهب بسبب سوس بالأصل، فاجتهدنا في اتمامه.