للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

زيت، فشقق منها تمرات وصب عليها زيتا (٨) وألقى على ذلك شيئا من دقيق الشعير، فأكل منه وفرق على أصحابه ما بقي؛ والثانية: جاز برجل من أهل المدينة يعرف طعامه فأكل عنده. وكان تحته فرس جواد فلما أتيا «سوسة» تلقته امرأته «تقية» -وكانت من الصالحات-فحملته على السرج وقالت: «اللهم اجعله لوجهك خالصا» وذهبت تبتقل له» -يريد: تجمع له بقل الفحص المباح يتغذى به.

قال أبو الغصن: «وكان يمكث السبعة أيام والأقل والأكثر لا يأكل طعاما»، يريد أنه كان يتغذى في تلك الأيام بالبقول مع الزيت.

وقال أبو الغصن: «سمعت امرأة المسوحي تقول: قال لي أبو عبد الله المسوحي يوما: «قومي فاكنسي البيت، فإن إخواني الساعة يأتون إليّ».قالت: ففعلت وغلقت الباب، فما لبثت أن سمعته يتكلم مع أقوام ويقول: «لقد كنت مشتاقا (٩) إليكم»، فهممت أن أفتح الباب، ثم جسرت ففتحته بعد سويعة، فإذا به ميّت (١٠) مسجّى، رحمه الله تعالى، ولم أدر من أين دخلوا، لأن الأبواب مغلقة، باب الدار وباب البيت».

١٤٢ - ومنهم أبو زكريا الهرقلي (*).

أصله (١) من الأندلس. وكان صاحبا لسحنون لا يكاد يفارقه جلوسا وحديثا، فلما ولي القضاء ترك مجالسته وصد عنه.


(٨) في الأصل: زيت.
(٩) في الأصل: مشتاق.
(١٠) في الأصل: ميتا.
(*) مصادره: طبقات أبي العرب ص ٧٣ - ٧٤، تكملة الصلة رقم ٢٣٨.ويبدو لنا أنه منسوب الى «هرقلة» كما جاءت في مسالك البكري ص ٨٤، او «هرقلية» كما في الروض المعطار ص ٥٩٤، او «اهريقلية» كما في رحلة التجاني ص ٢٤ - ٢٥ وهي قرية على سفح جبل مشرف على البحر. وبها حصن للمرابطة والحرس يرجح أن أبا زكرياء أقام به فنسب إليه، وهي تقع ضمن معتمدية سيدي بو علي من ولاية سوسة وتدعى باسم «هرقلة».تراجع: خريطة تونس الادارية.
(١) أول هذه الترجمة نقله ابن الأبار في التكملة عن المالكي.