للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: أعلمكم/بالله أعرفكم بنفسه، من قيّد سرّه بعلانيته، وراقب الله تعالى عند همومه، وحاسب نفسه عند كل نفس، فقد أدرك آداب نفسه.

قالوا: وكان يقول:

الدنيا عوار يتداولها أهلها على قدر أعمالهم فيها، ثم يدعها صادر لعابر (٤) حتى تتم العدة وتنقطع المدة، ويحصد [كل] (٥) إنسان ما زرع. وأمر الدنيا صغير وحقير (٦)، وهي فانية، والفاني يشبه بعضه بعضا. وما مضى منها لا يوجد له طعم ولا لذة. وكفى بك من علم ما بقي منها علمك بما مضى، أمورها أشباه، وأيامها دول، فأنت بعد الصادر عابر، وبعد الأول آخر، فخذ مثلك من مثلك، فكم همام بسط‍ له في أمله ثم لاح له نجم المنيّة، فإذا الملك مملوك، وأخو السلطان صعلوك، قبض على أمواله، وشغل عن أعماله، [وصار] (٧) بعد القصور إلى جدث بالفلاة محفور. فاعمل في حسابك لوفاتك قبل نزول الأسباب، وانقطاع الأنساب.

ومنهم (١):

٢٤٠ - أبو إبراهيم (٢) ابن العربي (*)، المتعبد. رضي الله عنه.

مذكور بالخير والدّين والحقائق. من أجلاء عبّاد الجزيرة (٣) كان أبو العباس الابياني يجله ويعظمه ويذكر مناقبه.


(٤) في (ب): صادر العابر.
(٥) زيادة من (ب).
(٦) في (ب): أصغر وأحقر.
(٧) زيادة من (ب).
(*) لم يترجم له غير المالكي.
(١) تغيّر أسلوب المؤلف فجأة، وتخلّى عن أسلوب الوفيات الذي اتبعه في أغلب هذا الجزء. وسيعود إليه بعد قليل.
(٢) سيكنيه بعد قليل «أبو اسحاق» ثمّ يعود إلى تكنيته «أبو ابراهيم»
(٣) هي جزيرة شريك وتعرف الآن بالوطن القبلي أو دخله المعاوين. وتعرف عند جغرافي الإفرنج ب‍: «الرأس الطيب» ينظر عنها: البكري ص: ٤٥، رحلة التجاني ص: ١١ - ١٥، جغرافية البشير صفر ص: ١٠٧.