للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[سبب غزو إفريقية] (١) وأما سبب غزوها واختطاط‍ مدينة القيروان، فذكر الواقدي قال (٢): لما عزل عمرو ابن العاص عن مصر، وولى عبد الله بن أبي سرح في سنة خمس وعشرين، بعث المسلمين في جرائد الخيل-كما كانوا يعملون في ولاية عمرو-فأصابوا من أطراف إفريقية وغنموا، فجاءوا بالغنائم إلى عبد الله، فكتب إلى عثمان يخبره بما نال المسلمون من عدوهم، وقربهم من حوز المسلمين.

حدّث (٣) [الواقدي] (٤) عن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري (٥) قال:

«خرجت من منزلي بليل طويل أريد المسجد، فإذا عثمان رضي الله تعالى عنه في مصلى النبي صلّى الله عليه وسلم يصلي، فصليت خلفه، ثم جلس فدعا ليلا طويلا، حتى أذن المؤذن، ثم قام منصرفا إلى بيته، فقمت في وجهه فسلمت عليه، فقال: «يا ابن مخرمة»، واتكأ على يدي، «إني استخرت الله تعالى في ليلتي هذه في بعث الجيوش إلى إفريقية، وقد كتب إليّ عبد الله بن سعد يخبر بخبره مع المشركين وغلبهم وقرب حوزهم من المسلمين (٦)» فقلت: «خار الله لأمير المسلمين» قال: «فما رأيك يا ابن مخرمة؟ » قلت: «اغزهم (٧)» قال: «اجمع اليوم الأكابر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأستشيرهم، فما أجمعوا عليه فعلته، أو ما أجمع عليه أكثرهم فعلته،


(١) العنوان غير وارد في النص وأخذناه من العبارة التي استهل بها المؤلف كلامه.
(٢) النص في الطبقات ص ١٢ - ١٤، ومنه مقتبسات في: نهاية الأرب ٥: ٢ - ٦، معالم الايمان ٣٣: ١، صلة السمط‍ ١١٠: ٤ و ١١٠ ط‍،
(٣) في الأصل: فحدث.
(٤) زيادة من الطبقات.
(٥) في الأصل: من طريق الزهري قال المسور. وعبارة «من طريق الزهري» ليست في محلها وقد رجحت أن تكون محرفة عن اسم جد «المسور» وهو: «نوفل» تراجع ترجمة المسور في الاصابة ٤١٩: ٣.
(٦) عبارة الطبقات: يخبر بجرة المسلمين عليهم وقرب حوزهم من المسلمين.
(٧) في الأصل: أغزوهم. والمثبت من الطبقات.