للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[ثم كانت سنة سبع وأربعين وثلاثمائة]

وفيها توفي:

٢٥٩ - أبو بكر يحيى بن خلفون المؤدب الهواري (*)

كان من أقرإ (١) أهل زمانه. وكان فاضلا. رحمه الله.

وكان قد ابتلي برجل (٢) مشرقي يقف بإزاء كتّابه فيسبّ أبا بكر وعمر-رضي الله عنهما-لينكيه (٣) بذلك ويغيظه (٤)، فلما أكثر عليه من ذلك قال لصبيانه: إذا أقبل فأخبروني، فلمّا أقبل أخبروه، فقام فاستخفى في زاوية من زوايا الكتّاب وقال لهم: إذا وقف وسبّ فابتدروه وأدخلوه الكتاب، فلما أقبل على العادة (٥) وثب عليه (٦) الصبيان، فأدخلوه الكتاب وجعلوا رجليه في الفلقة، فلما فعلوا ذلك قال لهم الهواري: ارفعوا أصواتكم بالقراءة، وقفوا بالباب وارفعوا ألواحكم، ففعل ذلك الصبيان وأقبلوا (٧) يصيحون (٨) لكيلا يعرف أحد بذلك، ثم ضربه المؤدب ضربا عظيما حتى أدماه وضربه الرأس والظهر، فلما أعيا (٩) (وكلّ) (١٠) قام إليه الصبيان (فقالوا) (١٠) له: يا مؤدب قد نلت أنت (١١) سهمك من ضربه فدعنا


(*) لم يعرف به غير المالكي. وذكر الذهبي (معرفة القرّاء الكبار ٢٢٨: ١) وابن الجزري (غاية النهاية: «ابو بكر الهواري» حسب رواية الاول، أو «أبو بكر الهواري المعلم» حسب رواية الثاني، في عداد تلاميذ أبي عبد الله محمد بن عمر بن خيرون المعافري المقرئ المتوفى سنة ٣٠٦.
(١) في (ق): أقوا. والمثبت من (ب)، (م).
(٢) في (ق): ابتلى به رجل. والمثبت من (ب).
(٣) أي ليقهره.
(٤) في (ب): ويغيظه بذلك
(٥) في (ق): على سبيل العادة
(٦) في (ق)، (م): اليه.
(٧) في (ب): وأقبل الصبيان.
(٨) في (ق): يصيحوا. والاصلاح من (ب)، (م).
(٩) في (ق)، (م): عي
(١٠) سقطت من (ب).
(١١) رواية (ب): قد اخذت أنت