للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدنيا، فإذا وضعها ضرب الملك العاتق وقال: انس، فينسى.

وكان رحمه الله تعالى، يروي عن مالك غرائب لم تكن عند غيره. وذلك ما حدث به عنه، قال (٣٦): «سألت مالكا عن الذي يعتمّ بالعمامة ولا يجعلها تحت حلقه (٣٧)، فأنكرها وقال: «ذلك من عمل النبط‍ وليس من عمة الناس، إلا أن تكون قصيرة ولا تبلغ».قال مالك: «ومما يقوى العمّة عندي أن الميت يعمم.

والعمامة، والاحتباء، والانتعال من عمل العرب» قال أبو خارجة: فقلت لمالك:

«هل كانت العمة في الجاهلية؟ » فقال: «كانت العمامة في أول الإسلام ثم لم تزل حتى كان هؤلاء؛ ولقد كنت أعد في مجلس ربيعة (٣٨) واحدا وثلاثين رجلا ما منهم رجل إلا وهو معتم».قال مالك: «وأنا منهم».قال مالك: «ولقد كنت أراهم يعتمون حتى تطلع الثريا (٣٩)، رضي الله تعالى عنهم أجمعين».

٩٧ - ومنهم عمر بن الحكم اللخمي (*).

سمع من مالك وكان ثقة.

روى عن (١) الأوزاعي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من خرج يوم جمعة مسافرا دعت عليه الملائكة ألا يصحب في سفره ولا تقضى حاجته».


(٣٦) بعض هذا الأثر في المدارك ٣١٨: ٣.
(٣٧) في المدارك: ذقنه.
(٣٨) ربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف ب‍ «ربيعة الرأي» شيخ مالك.
(٣٩) ينظر ما جاء في العمامة وتاريخها والآثار الواردة فيها مقال الاستاذ بو بكر عبد الكافي: «العمامة، تاريخها وتقاليد لباسها عند العرب».مجلة الفكر م ١٢٢٢: ٢٥ - ١٢٢٨.
(*) لم نقف له على ترجمة أو خبر في غير الرياض.
ويبدو لنا أن موضع هذه الترجمة كان في الأصل متقدّما على ترجمة أبي خارجة وأن الناسخ حصل له سهو فحاول تدارك ذلك بوضع علامة تخريج ثم جلب ترجمته إلاّ أنّ ذلك لم يكفه. ولم يجد فيه مقنعا فأعاد الترجمة ثانية فور انتهائه من ترجمة أبي خارجة. ومما يدعم رأينا هذا ان صاحب المختصر أورد ترجمته قبل ترجمة أبي خارجة بدون إعادة ولا تكرار.
(١) في الأصل عنه. والمثبت من (م). وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي الفقيه الكبير المتوفى سنة ١٥٧.توفي قبل الإمام مالك بمدّة طويلة. (تقريب التهذيب ٤٩٣: ١).