كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

السنين - ثم كانت سنة سبع وثلاثمائة - ج: 2 - ص: 144

[ثم كانت سنة سبع وثلاثمائة]

وفيها توفي:

١٩٠ - أبو عمرو (١) هاشم بن مسرور صاحب الفرن (*).

كان (٢) مشهورا بالخير كثير الصدقة يتصدّق في السنة بالمال العظيم ويفكّ السبايا (٣) كسبي تونس وغير ذلك ويزوّدهم (٤) من ما له.

قال أبو عبد الله الحسين بن سعيد الخرّاط‍: بلغني عنه أنه كان ربما أخرج له (٥) الخبز من الفرن فإذا نظر إليه وأعجبه طيبه أمرهم أن يعطوه للفقراء (فإذا جاءه المشترون قال لهم: بعناه ممن يوفينا ثم يبعث به إلى الفقراء) (٦) والأضراء في الدمنة فيتصدّق به كلّه.

ولقد (٧) بلغني أنّه تصدّق [مرة] (٨) /بمال نحو المائة دينار فأنفذه كلّه في الفقراء والمساكين فمرّ يوما في بعض الأزقّة فعارضه رجل فسلّم عليه ثم مدّ يده إليه فقال له: أعطني فإنّي مضطرّ فقال له: ما معي شيء ثم تفكّر (٩) فمدّ يده إلى تكته (١٠) فإذا فيها فضة نحو ثلثي درهم مما فضل من المال الذي تصدّق به فدفعه إليه فأخذه الرجل ثم حمد الله تعالى وذهب فرأى أبو عمرو [في] (١١) منامه قائلا

---

(*) مصادره: معالم الايمان ٣٤١: ٢ - ٣٤٥.
(١) في (ب): عمر
(٢) النص في المعالم ٣٤١: ٢، وبدايته: «وكان رجلا صالحا فاضلا كثير الصدقة ... ».
(٣) في (ب): السبي.
(٤) كذا في الأصول. وفي المعالم: ويزودهن.
(٥) في (ب): أخرج إليه.
(٦) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب).
(٧) للخبر رواية أخرى في المعالم ٣٤٤: ٢ مسندة عن أبي بكر بن أبي عقبة الفقيه.
(٨) زيادة من (ب).
(٩) في (ب): فكر
(١٠) التكّة: رباط‍ السراويل (المعجم الوسيط‍).
(١١) زيادة من (ب)