للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حاجته وتركت حاجتي؟ »، فخرج عنق (٢١) من الروم فدفعوا دفعة واحدة فقتلوا أبا زكرياء وانصرفوا. قال: «فنظرت إليه وإلى [أبي] (٢٢) إبراهيم ووجه هذا إلى وجه هذا، رضي الله تعالى عنهما».

١٤٣ - ومنهم أبو عمرو بشير بن عمروس (*) المتعبد بالمنستير (١)، رضي الله تعالى عنه.

قال أبو بكر بن خلف التجيبي (٢): كان بشير المنستيري (١) هذا من المتعبدين الزهاد المنقطعين إلى الله عزّ وجل، وكان من رهبان الليل لا ينام منه إلا قليلا، فإذا أصبح يقول: «أصبحت ونفسي وقلبي مصران على محبتك، مشتاقان إلى لقائك فعجّل سيدي بذلك قبل أن يأتي الليل».أقام على هذا ستين سنة.

قال حمدون العسال (٣): خرج يوما بشير إلى موضع داليته (٤)، وجاء ابن حسام القارئ من سوسة فقلت له: «ادخل بنا إلى بشير»، فدخلنا إليه وسلّمنا عليه وجلسنا، فأقبل ابن حسام يقول:

*قل لمن جاء يخطب حورا لاعبا*

فأدخل بشير رأسه تحت ثوبه وأخذ في البكاء، فلما قال:

*أنت في الخطبة عندي كاذبا*

شبك بشير يديه على رأسه وصاح وسقط‍ إلى الأرض.


(٢١) العنق: الجماعة من الناس. (القاموس: عنق).
(٢٢) زيادة مما سبق في صدر الخبر.
(*) لم يترجم له غير المالكي.
(١) يرسمها ناسخ الأصل: المستنير. والنسبة: المستنيري.
(٢) أبو بكر عتيق بن خلف التجيبي المؤرخ القيرواني المشهور. توفي سنة ٤٢٢.له كتابان في التاريخ والطبقات أحدهما يسمى «الافتخار» نقل عنه جماعة من المؤرخين كابن الأبار وابن الشباط‍ والثاني ويسمى «الطبقات» ذكره الدباغ في ترجمته ولم نقف في كتب التراجم على نقول عنه. معالم الايمان ١٩٨: ٣.ويعتبر هذا أول نقل مباشر عن أبي بكر التجيبي.
(٣) في الأصل: بالغين المعجمة. وتراجع ترجمته تحت رقم ١٣٩ وتعليقنا هناك.
(٤) كذا في الأصل: بتاء مثناة فوقية ثم هاء في آخره. وقرأه ناشر الطبعة السابقة: بنون ثم هاء في آخره. والدالية تطلق على الكروم عامة والعنب خاصة. ينظر تثقيف اللسان ص ٢٠٥.ملحق القواميس ٤٥٩: ١.أو الأرض التي تسقى بالدلو. أقرب الموارد (دلي)