للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩٣ - ومنهم يزيد بن محمد الجمحي (*)، رضي الله تعالى عنه.

قال أبو العرب: كان ثقة قديم السن كثير الحديث. لقي مالك بن أنس وإبراهيم بن محمد (١) من أهل المدينة، وسمع من أبي بكر بن عياش وجماعة من أهل الكوفة وأهل الشام وأهل البصرة. سمع منه موسى بن معاوية الصمادحي.

وركب يزيد بن محمد من إفريقية في البحر يريد غزو «المصيصة» (٢) فخرج عليهم عدو صقلية فاستشهد (٣)، رضي الله تعالى عنه.

قال الشيخ أبو عبد الله الأجدابي: فدلّ ذلك على أن أهل صقلية لم يكن بينهم وبين المسلمين هدنة.

ومن بعض ما أسنده من الحديث: عن يزيد بن محمد الجمحي عن بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد (٤)، قال: سمعت أنس بن مالك يقول (٥): قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح: اللهم أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله عزّ وجلّ ربعه ذلك اليوم من النار. فإن قالها مرتين، أعتق الله نصفه من النار. فإن قالها ثلاثا، أعتق الله عزّ وجلّ ثلاثة أرباعه من النار. فإن قالها أربعا، أعتقه الله تعالى في ذلك اليوم من النار».


(*) مصادره: طبقات أبي العرب ص ٨٥، معالم الإيمان ٦٩: ٢ - ٧١. العيون والحدائق ٣٧١: ٣.
(١) ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى الاسلمي، مولاهم ابو اسحاق المدني محدث مدني، اختلف النقاد في أمره. توفي سنة ١٨٤ وقيل ١٩١، الكاشف ٩١: ١ - ٩٢، تقريب التهذيب ٤٢: ١.
(٢) كذا في الأصل. ولعله يقصد انه خرج إليها بنية المرابطة والجهاد اذ هي من ثغور بلاد الشام المرغب في سكناها، لأن فتحها كان قديما. ينظر عنها: تقويم البلدان ص ٢٥٠.
(٣) أرخ أبو العرب ذلك سنة ٢١٢.
(٤) في الأصل: بن أبي زياد. والتصويب من مصادر تخريج الحديث. ينظر: التعليق الموالي.
(٥) الحديث من طريق بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد عن انس ابن مالك في سنن الترمذي ٥: ١٨٨ - ١٨٩ رقم ٣٥٦٧ وسنن ابي داود ٣٢٠: ٤ رقم ٥٠٧٨ وهو من غير هذا الطريق برقم ٥٠٦٩، وهو في جميع الروايات يختلف اختلافا يسيرا عن رواية الرياض، كما أن جميع هذه الطرق لم يرد فيها ذكر «يزيد بن محمد الجمحي».