للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣١ - ومنهم أبو مسعود سعد بن مسعود (*) التّجيبي (١)، رضي الله تعالى عنه.

كان رجلا فاضلا مشهورا بالدين والفضل، قليل الهيبة للملوك في حق يقوله، لا تأخذه في الله لومة لائم. صحب جماعة من الصحابة وروى عنهم، منهم أبو الدرداء وغيره، وروى عنه جماعة منهم: عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم.

أخبر (٢) سعد بن مسعود أن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم قالوا له (٣): «يا رسول الله، إنه تمر بنا ساعات لو نموت فيها خشينا على أنفسنا»، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ليس من مؤمن إلا وله سورة وفترة، فإذا دخلتكم (٤) السورة (٥) فأسرعوا قبل أن تأتيكم الفترة (٦)، فاستمسكوا بالفرائض والسنن» (٧).

وأدخله عبد الله بن وهب في «جامعه» (٨).

عن سعد ابن مسعود عن أبي الدرداء، صاحب النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال (٩): «أحب الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي. وأحب الفقر تواضعا لربي».

/وهو من العشرة الذين بعثهم عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه [ليفقهوا أهل القيروان] (١٠).

عبد الأعلى بن عقبة الغفاري، قال: «لما ثارت «الخوارج» على حنظلة بن


(*) مصادره: التاريخ الكبير ج ٢ ق ٦٤: ٢، الجرح والتعديل ج ٢ ق ٩٤: ١، طبقات أبي العرب ص ٢١، الاستيعاب ٦٠٢: ٢، أسد الغابة ٣٧٣: ٢، معالم الايمان ١: ١٨٤ - ١٨٧، تهذيب تاريخ دمشق ١١٣: ٦ - ١١٤، الاصابة ٣٦: ٢ - ٣٧.
(١) نسبته في تهذيب تاريخ دمشق: الصدفي. والصدف وإن كانت من القبائل القحطانية فهي بعيدة عن «تجيب».أمّا ما جاء من نسبته إلى كندة في كتب تراجم الصحابة كالاستيعاب وأسد الغابة والاصابة: فقد حسم ابن الأثير القضية واعتبرها شيئا واحدا. أسد الغابة ٢٠٧: ٥.
(٢) في الأصل والمطبوعة: أخبرني. وأخذنا بما في (م).
(٣) لم نعثر على هذا الحديث في المصادر التي اطلعنا عليها.
(٤) في المطبوعة: دخلت. وأثبتنا رواية الأصل و (م).
(٥) السورة: الحدّة (القاموس: سور): ولعلّ المقصود: حماسة المؤمن وإقبالة على دينه.
(٦) الفترة: من فتر فتورا: سكن بعد حدّة ... والفترة: ما بين كل نبيّ. (القاموس: فتر).
(٧) زيادة من (م).
(٨) ينظر القطعة المنشورة من جامع ابن وهب ٧٠، ٦٠: ١، كتاب الزهد لابن المبارك ص ١٩٩، ٣٣٠، ٢٩٠.
(٩) ورد هذا الأثر في صفة الصفوة ٦٣٦: ١.
(١٠) زيادة من المعالم ١٨٤: ١.