للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأصبح صائما، ولم يأكل منه شيئا، فلم يأت الليل حتى اشتهاه وأكله.

قال علي بن مطلب: وكان يمر (٥) بالقرية من قرى أبيه، فيخرج إليه أهلها ومن فيها فيقولون: «نحن عبيدك وكل ما (٦) [ترى] (٧) في هذه القرية فهو لك»، فيقول: «إن كنتم صادقين فأنتم أحرار ومالكم لكم».ثم انخلع من جميع ذلك ومما ترك أبوه، ولم يتلبس منه بشيء.

قال أبو الربيع سليمان بن داود (٨): ثم رحل محمد بن مسروق هذا من إفريقية، فقدم إسكندرية، فدخل عليه أبو شريح المتعبد الإسكندراني (٩)، فوجده راقدا على لبد وبين يديه شقفة (١٠) فيها رماد يبصق فيها، وجارية جالسة في بيته تغزل. قال:

فجعل ابن شريح يعزيه ويبشره، فقال له ابن مسروق: «والله يا أبا شريح، لو أجد عن الله عزّ وجلّ مهربا لهربت»؛ وهذا من فرط‍ إشفاقه وخوفه من الله عزّ وجلّ.

٨١ - ومنهم أبو عيسى مروان بن عبد الرحمن اليحصبي (*)، رضي الله تعالى عنه.

كان من أهل الفضل والدين والزهد والعبادة. روى عنه ابن وهب وإدريس بن يحيى وغيرهما.

سليمان بن سالم قال: [قال] (١) سحنون: «كان أبو عيسى اليحصبي رجلا صالحا ناسكا، وكان لا ينام أكثر ليله، لشغله بصلاته وإقباله على مناجاة (٢) ربه جل وعلا».


(٥) في الأصل: «وكان بعد يمر».وقد رأينا حذف كلمة «بعد» كما في (م).
(٦) في (م): وكل من.
(٧) زيادة من (م).
(٨) هو المهري، ابن أخي رشدين، محدث مصري، ثقة. مات سنة ٢٥٣.تقريب التهذيب ٣٢٣: ١.
(٩) هو عبد الرّحمن بن شريح، أبو شريح الإسكندراني المتعبّد. مات بالإسكندرية سنة ١٦٧. الإكمال ٢٨١: ١.
(١٠) الشقف: الخزف، أو مكسره. الواحدة: شقفة. (المعجم الوسيط‍: شقف).
(*) مصادره: طبقات أبي العرب ص ٧٥، معالم الإيمان ٢٥٠: ١ - ٢٥٢.
(١) زيادة من المعالم.
(٢) في الأصل: مناجاته. والمثبت من المعالم.