كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

الطبقات - الطبقة الثالثة - ج: 1 - ص: 200

الجامع وهو يذكّر الناس ويعظهم وقوم من القراء يقرءون، فأقف عليه وأستحلي سماع ذلك فأبطئ على معلّمي. فحاسبت نفسي وقلت: لا يسوغ لي هذا ولا يسعني ذلك لأني مستأجر. فكنت آخذ من معلّمي طريحة (٦) أعملها بأجرة معلومة، وأسقطت العمل بالأيام. فكنت أعمل طريحتي فإذا فرغت منها مضيت إلى مجلس مسافر فأسمع ما يجري في مجلسه من المواعظ‍ والذكر فانتفعت بذلك، وبقيت (٧) حلاوة تلك المجالس في قلبي ومنفعتها إلى الآن».

قال البهلول: «وهؤلاء القراء إن أتوني سمعت قراءتهم، وإن غابوا لم أرسل وراءهم».

قال أبو بكر: ولم أجد لمسافر هذا خبرا ولا أثرا أنقله عنه.

[ذكر الطبقة الثالثة]

٨٦ - منهم البهلول بن راشد الحجري (١) الرعيني (*)، مولى لهم.

فضله أشهر من أن يذكر. سمع من مالك والليث وسفيان (٢) والحارث بن نبهان (٣) ويونس بن يزيد، وسمع بإفريقية من ابن أنعم وموسى بن علي بن رباح.

---

(٦) الطريحة: عدد محدود من الشغل. ينظر: ملحق القواميس: طرح).
(٧) في الأصل: وبقت. والمثبت من (م). والمدارك.
(*) مصادره: التاريخ الكبير ج ١ ق ١٤٥: ٢، الجرح والتعديل ج ١ ق ٤٢٩: ١، طبقات أبي العرب ص ٥٢ - ٦١، تاريخ إفريقية والمغرب ص ٢٠٤ - ٢٠٥، الإكمال ٨٤: ٣، ترتيب المدارك ٨٧: ٣ - ١٠١، معالم الإيمان ٢٦٤: ١ - ٢٧٩، البيان المغرب ٨٩: ١، ميزان الاعتدال ٣٥٥: ١، الديباج المذهب ٢١٥: ١ - ٢١٦، لسان الميزان ٦٦: ٢ - ٦٧.
(١) ضبطت هذه النسبة في الإكمال (٨٣: ٣): بفتح الحاء وسكون الجيم وقال: هي نسبة لحجر رعين: إحدى بطون ذي رعين من قبائل حمير المعروفة. ينظر أيضا: اللّباب ٣٤٣: ١ - ٣٤٤.
(٢) هو سفيان الثوري كما صرح به بقية المؤرخين.
(٣) قال أبو العرب (الطبقات ص ٥٢): أحسبه سمع منه لما دخل الحارث إفريقية، وتراجع (الطبقات ص ٣٣) حيث عده أبو العرب في الداخلين إلى افريقية.