للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٤٦ - ومنهم أبو السرى واصل (*) بن عبد الله الجمّي (١) المتعبد «بقصر جمة (٢)».

ويعرف الآن «بقصر الرباط‍» «بالمهدية».

كان من أهل الزهد والعبادة والنسك [والارادة] (٣) والفضل والإجابة. أصله من «جمة» وكان له بها حانوت يتجر به فيما يكال ويوزن من حنطة وقطنية (٤) وزيت، ثم ترك ذلك ونبذ الدنيا وسكن «قصر الرباط‍» وتجرّد لقيام الليل وصيام النهار.

وداوم على ذلك حتى صار من الأولياء المعدودين، ومن الأصفياء المقربين، والنساك المتجردين (٥).

وطلب العلم على سحنون وعون بن يوسف، ونال من العلم/ما يستعين به على عبادة ربه عزّ وجلّ. وسبب (٦) طلبه العلم أنه أتى إلى «جامع سوسة» يوم الجمعة، فقام يصلّي وسحنون قريب منه، فأذن المؤذن وتمادى واصل في الصلاة ليتم السورة التي كان فيها، فلم يفرغ منها حتى بدأ الإمام في الخطبة، فنظر إليه سحنون كالمنكر عليه. فلما سلم الإمام سأل عنه فأخبر به فدعاه وقال له: «من أنت؟ » فقال: «أنا واصل» فقال له: «أنت واصل الذي يقال (٧) ... ! » فقال له: «أسأل الله بركة ما يقال» فقال له: «رأيتك وأنت تصلّي والإمام يخطب، اطلب العلم ولا تسكن في شيء من «القصور» (٨) حتى تطلبه».قال: فطلب العلم على سحنون ولزمه عشر سنين.


(*) مصادره: ترتيب المدارك ١٩٨: ٤ - ٢٠٤.
(١) في الأصول: اللّخمي. وفي مطبوعة المدارك: الخمي. وكلّه تصحيف وهي نسبة إلى قصر الرباط‍ الذي سكنه وهو «قصر جمّة».
(٢) تكرر ورودها في الأصل بالحاء المهملة. وفي المدارك بالخاء المعجمة. والصواب ما أثبتنا وهو منسوب إلى شبه جزيرة جمّة التي أقيمت فوقها مدينة المهدية. الروض المعطار ص ١٧٢ - ١٧٣.
(٣) زيادة من (م).
(٤) بضم القاف وكسرها، ما يدخر في البيت من الحبوب ويطبخ: مثل العدس. ج. قطاني. (المعجم الوسيط‍).
(٥) في الأصل: المجودين.
(٦) الخبر في المدارك ١٩٩: ٤.والرواية فيه على لسان واصل نفسه.
(٧) كذا في الأصول والمدارك. ويبدو أن واصلا لم يترك سحنون يتم جملته.
(٨) في (م) والمدارك: الحصون.