للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠ - ومنهم أبو سليمان الحبّال (*).

كان رجلا فاضلا متعبدا. ذكر أحمد بن يزيد صاحب سحنون أنه رأى أبا سليمان المتعبد واجتمع به، قال: فرأيت رجلا في عينيه رطوبة من كثرة البكاء. وقبره «بالأجيفر» (١).

وأخبر رجل يسكن بالقرب من منزله (٢) يقال له عيسى بن القطان من أهل القيروان، [وهو] (٣) رجل صالح، أن أبا سليمان هذا اشتهت امرأته لحما، فما شعروا إلا بطائر عظيم هجم عليهم في البيت.

وأخبر صديق (٤) له قال: «قال لي أبو سليمان: أعلمك بشيء (٥) أكتمه عني: إني خرجت من البيت وليس في البيت شيء، وأخذت المزود وجزت بأصحاب نشر الخشب، فملأته ومضيت به إلى البيت فأعطيته لهم، ولم أدخل الدار حتى صليت العتمة، فدخلت الدار، فأتوني بقرص فقلت: «من أين لكم هذا؟ » فقالوا: «من الدقيق الذي جئتنا به»، فرفعت يدي بالدعاء وحمدت الله عزّ وجلّ على ذلك».

[وهذا] (٦) مثل ما جرى لأبي مسلم الخولاني (٧)، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.


(*) مصادره: لم نعثر له على ترجمة أو خبر في غير الرياض. وتقدم له ذكر وخبر في ترجمة البهلول بن راشد (رقم ٨٦)، ودعى هناك: «أبو سليمان الأعمى» وأشار الى تردد صلحاء ذلك الوقت عليه واعتقادهم فيه.
(١) ذكر ياقوت (معجم البلدان ١٠٦: ١) ان الاجيفر في بلاد العرب من بلاد قيس، وهو جمع اجفر. ولم يذكر موضعا غيره.
(٢) ذكر المالكي في النصّ المشار إليه أعلاه انه كان يسكن في موضع بالقيروان يدعى «السدرة».
(٣) زيادة للسياق.
(٤) في الأصل: صديقا.
(٥) في الأصل: شيئا.
(٦) زيادة للسياق.
(٧) أبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني. أحد مشاهير التابعين معروف بالعبادة والزهد. مات في خلافة معاوية، وقيل في خلافة يزيد. صفة الصفوة ٢٠٨: ٤ - ٢١٣ وخبره ذكره صاحب الصفة وهو قريب من رواية الرياض.