للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فاجتمعوا إليه فقالوا له: «أتريد قتلها؟ » فقال لهم: «لا، إنما أردت [أن] (٧٩) أخبركم بعجب: نادى مناد من الهواء: «قد دعا عليك شقران بن عليّ، اخرج وإلا أحرقت بالنار! » وأنا خارج، لا ترونني بعدها أبدا».

وعن خادم شقران قال (٨٠): صاح بي شقران فقال: «إني أجنبت، فارفعني أغتسل».فغلب عليّ النوم، فلحظ‍ السماء وقال: «اللهم إني قد عجزت عن أداء فرضي، وانقطع رجائي من غيرك، فاعطف على أسري وقلة حيلتي».فقمت لوقوع الماء في المرحاض، والسراج يقد (٨١) وهو قائم على رجليه بعد أن كان لا يقدر على القيام، فعجبت من ذلك، فقال لي: «سألتك بالله لا تذكر هذا لأحد ما دمت حيا».

وفي رواية: إنه احتلم، فسألني ماء فقلت له: «ليس عندنا ماء».وكان ذلك في الليل، وأراد التطهر للصلاة، وكانت ليلة باردة، قال: فرأيته حرك شفتيه ثم قال لي: «امض إلى القلة»، فسرت إليها وأنا أسمعه يقول: «اللهم يا رب اجعلها سخنة» فأتيت القلة فإذا بها مملوءة بماء سخن، فأعلمته فقال لي: «[احملني إلى] (٨٢) مغتسلي».

قال: فقمت به، وكانت ليلة مظلمة، فقال لي: «يا فضل، لو كان معنا مصباح لكان أمكن لي في طهوري»./قال: فخرجت كف من الحائط‍ وفيها مصباح (٨٣) يضيء، فأقسم عليّ ألا أخبر عنه حسب ما تقدم (٨٤).


(٧٩) زيادة من المعالم.
(٨٠) الخبر في المعالم ٢٨٦: ١ - ٢٨٧ بنفس الاسناد.
(٨١) في الأصل بدون اعجام وأخذنا بضبط‍ المعالم.
(٨٢) موضع سوس بالأصل. والقراءة لناشر الطبعة السابقة.
(٨٣) في الأصل: مصباحا.
(٨٤) ارخ الدباغ وفاته: «سنة مائة وستة وثمانين، وقد أناف على السبعين سنة ودفن بباب سلم، وقبره مشهور».